شكلت نتائج 2018 و2023 وخسارة الحزب الحاكم بموريتانيا أهم الرهانات التي راهن عليها وهي بلدية نواذيبو درسا قاسيا كان يفترض أن يتم التعامل معه بالشكل المطلوب،والبحث عن بدائل في الوقت المناسب.
مر درس 2018 وما أعقبه من هزائم للحزب الحاكم،وتبعه درس الرئاسيات وماحل بالحزب والأغلبية على حد سواء ،والفوز الكاسح الذي حققه زعيم حركة ايرا بالرغم من إجتماع الأغلبية لكن خسروا أمام رجل الحقوق ب3000 صوتا.
وفي الوقت الذي كان يفترض أن تتم معالجة مجمل الاختلالات ،وإعادة بناء قوي لجناح السلطة السياسي،اقتصر الأمر على مجر بعثات تسجل ماحصل ،وظلت المشاكل هي نفس المشاكل ،والإرث قبل 10 سنوات هو نفس الإرث والتحديات،وأخفق الرؤساء المتعاقبون على الحزب في فك شفرة الحزب بعاصمة الاقتصاد فيما لم يستطع الحزب أن يرسي عملا سياسيا ميدانيا على أرض الواقع ليواكب الرئيس في مكاسبه وبقيت السلطات الإدارية دون ظهير سياسي.
ومع بدء العد التنازلي لمعمعة نواذيبو 2023 بدا الارتباك هو نفسه ،وواجه الحزب عديد التحديات في كشف أوراقه في ظل تواريهم عن الأنظار ل 5 سنوات،وإفساح المجال أمام الأخرين لممارسة العمل السياسي.
وضع بالغ التعقيد واجهه حزب الإنصاف في إختيار مرشحي 2023 ، وبعد أسبوع من التقديم والتأخير ،والشد والجذب قرر أخيرا الدفع بشخصيات كسب بعضها الرهان فيما خسر البعض الأخر وهو أمر متوقع أصلا برأي المراقبين.
اليوم وبعد طي معمعة 2023 يبقى الأكثر إلحاحا هل بالفعل سيبدأ الرئيس في إعطاء لفتة خاصة لمدينة نواذيبو ،وعاصمتها الاقتصادية،وهل سيبدأ في إختيار طواقم ثابتة قادرة على مزاولة العمل السياسي خصيصا دون إنقطاع،وتفادي سياسة ترحيل المرشحين والإستثمار في مرشحين على مدى السنوات المقبلة؟
وفي نفس السياق يبقى السؤال الأهم كيف سيبدأ إختيار الطواقم الجديدة؟ وهل بالفعل ستبقى الوضعية كما كانت؟ أم أنه ستتخذ قرارات جديدة وسريعة وترسم ملامح خطة سياسية كفيلة بإعادة إنبعاث سياسي جديد بعد عقد من التعثر؟
ويطرح كثيرون البحث عن أوجه سياسية جديدة في نواذيبو -وهي كثيرة- تبدو أكثر إقناعا وحضورا في المشهد المحلي ،وتشرع فورا في تجاوز إرث الماضي الثقيل وتسويته.
ويطرح كثيرون إشراك أوسع لداعمي الرئيس محمد ولد الغزواني الذين ظل شخصيات بارزة منهم خارج الإطار الحزبي ولم تجد ذاتها بالرغم من دعمها للرئيس وقدرات بعضها في التأثير والمساندة إن استخدمت لذلك.
ويرون أن إختيار فيدرالي جديد يبقى هو الأهم في هذه المرحلة،وتدعيمه بشخصيات من الوزن الثقيل ،وإجراء مسح داخلي من أجل معرفة عمق المشكل وكيف تتحول الجموع دائما إلى الضفة الأخرى في الاستحقاقات؟ وماهو السر الحقيقي في الخطوة؟