"شعوري لايوصف بالسعادة بعد تأكدي من التفوق،واحتلال الرتبة الثانية في موريتانيا في شعبة الآداب العصرية ،وطموحي أن أكون سيدة أعمال وأدرس المحاسبة".
بهذه الكلمات تروي التلميذة عيشة إبراهيم أسويلم فصول قصة تميزها ،وتسجليها للمرتبة الثانية في شعبة الآداب العصرية من أصل 7560 تلميذا شاركوا في باكلوريا 2023.
تتحدث الفتاة العشرينية بكل ثقة ،وتعتبر أنها بالفعل درست في شعبة الأداب رغم مايشاع عن الشعبة من الدونية وعدم الإهتمام بها، إلا أنها أصرت على مواصلة مشوارها ،وعلى التغلغل في مواد الشعبة التي اقتنعت بها ،وعقدت العزم على المضي فيها قدما حتى البكالوريا والحصول على البكالوريا بمعدل 14.51/20.
وحي الأبوة...
إختيار الشعبة الأدبية من قبل التلميذة عيشة أسويلم إبراهيم لم يكن صدفة بل لأن والدها درس نفس الشعبة وحصل على نفس البكالوريا،وفيما بعد أصبح أستاذا وربما استوحت البنت من أبيها عشق الشعبة والسير على نهج والدها.
وتقول عيشة بنت أسويلم إنها بالفعل حصدت في السنة الرابعة إعدادية معدل 14/20 لكن المؤسسة وجهتها إلى الشعبة الأدبية،واقتنعت بالتخصص،وفي سبيله بذلت الغالي والنفيس وواصلت المثابرة حتى تمكنت من تحقيق ماخططت له بشكل جيد.
وترى عيشة بنت أسويلم أنها أدركت مبكرا أن التحضير للبكالوريا يبدأ من الثانوية ،وواصلت الجهود والجدية من أجل العبور إلى السنة النهائية من الشعبة الأدبية في الثانوية 3،منبهة إلى أنها لم تكن منهمكة في وسائل التواصل الاجتماعي بل على العكس وظفتها في الدراسة واستفادت من بعض القنوات في الإرشادات والتخطيط للنجاح.
تثني بنت أسويلم كثيرا على أساتذة الشعبة،وترى بأن إرشاداتهم ونصائحهم كانت نبراسا أضاء لهم الطريق،وتجارب استلهموا منها بأن الجد والتحصيل له ثمرة سيتم قطفها في نهاية المطاف.
قصة الفلسفة...
تقول التلميذة عيشة بنت أسويلم إنها كانت تحمل صورة نمطية عن الفلسفة،وأنها مجال للإلحاد غير أن تلك الصورة تبددت على يد أستاذها الشيخ أحمدو أبو المعالي الذي كان نموذجيا ،وبسبب شروحه أصبحت تهتم بالفلسفة وتتعاطى معها حتى استوعبت المادة.
وأشارت التلميذة إلى أن أساتذة الشعبة بالفعل سواء الفلسفة أو اللغة العربية أو التاريخ أو الفرنسية كانوا نموذحيين ،وحببوا المواد إلى التلاميذ حتى أصبحوا يهتمون بها وهي ميزة إضافية ساهمت في التفوق وأن يكون فصلها من بينه الأول والثاني في الشعبة،منبهة إلى أنها حصدت 15/20 في اللغة الفرنسية التي تعتبر من أكثر المواد صعوبة في الشعبة.
وقالت التلميذة عيشة ابراهيم أسويلم إن سنة البكالوريا كانت استثنائية بكل المقاييس بحكم حجم التعب والجهود التي بذلت بعد أن خططت بشكل جيد،وساهمت أسرتها في دعمها وشدت على يدها في النجاح والتفوق.
وأثنت عيشة إبراهيم أسويلم على أداء والدتها،وكيف كانت حاضرة في كل تفاصيل الدراسة رعاية وتوجيها واهتماما بها حتى حققت ما أملته والدتها وتفوقت في البكالوريا واحتلت الوصافة في الشعبة بموريتانيا.
طموحات وأحلام...
تتوق التلميذة عيشة بنت إبراهيم أسويلم إلى دراسة إدارة الأعمال ،ولها اهتمامات أبعد من دراسة الأدب فقط، واصفة ذلك بالواقعية بدل زملائها المنغمسين في الأدب وعالمه.
ورأت بنت ابراهيم أسويلم أن دراسة إدارة الأعمال تخصص مهم ترى فيه أفاقا واعدة،ودخول عالم المال والأعمال من أجل واقع مغاير لها ولأسرتها نحو الأفضل.
وطالبت بنت إبراهيم أسويلم الفتيات بأن يقبلن على دراستهن،وأن يدركن أن تطور المرأة لن يكون إلا بتحقيق النجاح في المسار الدراسي الذي هو بوابة المشوار المهني.