يتساءل الكثير من المتابعين عن إلى أي مدى سينجح الوزير المهندس إسماعيل عبد الفتاح رفقة والي نواذيبو في فك شفرة أعمق أزمة للمياه تعرفها المدينة منذ عقود ،وأعيت وزراء ومدراء للشركة أخفقوا فيها ورفعوا الراية البيضاء.
بدا الوزير من بولنوار مدركا لعمق واستفحال الأزمة،مرددا "الناس أعطاش في نواذيبو" وتنتظر من العمال سرعة العمل في الأشغال من أجل توفير المياه،ومستعدا لتلبية وتوفير كل مايطلبه المشرفون،ومقدما أسئلة في الصميم للمشرفين تتجاوز الشكل إلى العمق؟،داعيا إلى الصدق وتقديم المعلومة الصحيحة من أجل اتخاذ قرار سليم.
بدا الارتباك على بعض المسؤولين في قطاع المياه ، وتلعثم بعضهم حين أثار الوزير بعض الأسئلة من قبيل :هل تخضع المنشات للصيانة؟ وحاولوا الإجابة بطريقة غير مباشرة غير أن الوزير خاطبهم :ياناس هذا مستقبل شعب ينتظر ومعظمه عطشان.
واصل الوزير حماسه مرفوقا بوالي داخلت نواذيبو في اجتماع مغلق استغرق أزيد من 3 ساعات متواصلة قبل أن يزور منشات الشركة،ويثير عديد الأسئلة حول القضية.
وكان والي الولاية ماحي حامد قد دشن زيارة لقطاع المياه الخميس شكلت الخيوط لكشف عمق الأزمة وصلت بعدها بعثة من الشركة من نواكشوط،واتخذت على إثرها قرارات صارمة صباح الاثنين ستدخل حيز التنفيذ.
وفي المقابل مايزال الأمل لدى الكثيرين بفعل اليأس ،وتكرار نفس المحاولات في الفترات السابقة ضعيفا فيما يصر عارفون بالوزير الحالي بأنه قادر على كسب الرهان وتذليل التحديات.
ليس الأمر بتلك السهولة فعاصمة اقتصادية نواذيبو بحجم نواذيبو تعاني من أزمة مستفحلة تراكمت على مدى عقود من الزمن ،واستعصت على كثيرين فهل استطاع الوزير العثور على كلمة السر في أزمة نواذيبو؟
غير أن كثيرين يجزمون بأن ثمن الإصلاح ليس بتلك السهولة،وأن أنصاف الحلول جربت كثيرا ولم تثمر،وأنه مادام الطاقم الحالي للشركة في نواذيبو لم يرحل جماعيا ودون استثناء،وتعيين طواقم جديدة للشركة ستكون هي البداية نحو تطبيق ملامح خطة الوزارة.
تلوح قطعا في الأفق ملامح تغييرات واسعة بعد عودة الوزير والمدير إلى نواكشوط ،كما أن محاولة إظهار بأن المياه ستعود في غضون 72 ساعة مالم يصحب بإجراءات رقابية مشددة،وعين فاحصة كاشفة لن يكون ناجعا.