شكلت زيارة والي داخلت نواذيبو ماحي حامد زوال الخميس 24 أغسطس 2023 والتي استغرقت 4 ساعات متواصلة،وأماطت اللثام عن خيوط أعمق أزمة للمياه في نواذيبو منذ أزيد من عقد من الزمن.
تجول الوالي في مجمل المنشات المائية ،واستمع بروية لكافة العراقيل المطروحة،وكشفت زيارته عن تعطل أهم مضخة ولقرابة سنة كاملة ،وهي قضايا وجدت طريقها إلى الرعاية والاهتمام.
صبيحة الجمعة وصلت بعثة من الشركة يرأسها مدير التوزيع ،وباشرت العمل على مدى عطلة الأسبوع لتكشف مزيدا من الاختلالات في أزمة المياه قبل أن يصل مساء الإثنين وزير المياه.
وكان الوالي قبل ذلك قد عقد إجتماعا مع طاقم الشركة ومعاونيه لوضع خطة تقضي بإعادة جدولة توزيع المياه،ودعم الشركة بطاقم فني ،وعدم توجيه المياه إلى مناطق لا تحتاجه إضافة إلى تحريم المضاربات برسالة إلى مفوضيات الشرطة وقعها حاكم المقاطعة.
ولم تمر سوى ساعات حتى وصل وزير المياه لكي يطلع مجددا على الوضعية وكان بالفعل على إطلاع بعمق المشكل ، وزار مجمل المرافق من بولنوار إلى نواذيبو ولمدة 4 أيام متواصلة واصل خلالها فريق الشركة العمل الليل بالنهار.
وكان إجتماع الوزير مع الفاعلين الذي استغرق 3 ساعات فاحصا لمجمل المشاكل حيث وصفه البعض بلقاء البوح، وكشف المستور في أزمة المياه التي وصفها أحدهم ب"الجائحة".
مر الوقت سريعا ،وزاد الوزير من إجتماعاته، وضعط على الشركة حيث كشفت التحريات عن اختفاء 5000 متر معكب لم يعرف بعد مصيرها، وبدأت الشفرات تتكشف واحدا تلو الأخرى في الأزمة العميقة.
وجاء الرد سريعا من الوزير باتخاذ قرار بإغلاق جميع نقاط البيع في سابقة هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات لكي يتم تجفيف منابع المضاربات ، فيما أكد الوزير أن الأولوية لسقي المواطنين وليس للشركات.
وصبيحة الخميس بدأت مرحلة جديدة وهي توفير 6 صهاريج لسقاية الأحياء المتضررة مع توقع عودة المياه إلى كافة أحياء المدينة في غضون نهاية عطلة الأسبوع.
وبحسب الكثيرين فإن حجم الجهود التي بذلت، والوسائل التي عبأت من قبل الوزارة وبتنسيق ومواكبة الولاية كان هاما،وأثمر نتائج طيبة في الغوص في عمق واحدة من أهم الأزمات التي ظلت تنغص حياة سكان نواذيبو.