دشن نائب رئيس الحزب الحاكم بموريتانيا والوزير الأول الأسبق يحي الوقف سلسلة إجتماعات مع الهيئات القيادية ومجمل الناشطين في الحزب ضمن ما اعتبر بداية مسار جديد للرجل السياسي في العاصمة الاقتصادية نواذيبو،وهو القادم من مركز صنع القرار بعد مناصب سامية.
قد يبدو الظرف مستساغا ،والمدينة تستعد لاستقبال الرئيس ،وهو من أرفع الأطر منصبا غير أن البعض يرى بتكليف الرجل بإدارة المرحلة المقبلة،وتسيير الملف السياسي بالولاية بعد إرث وتركة العشرية إختبارا للرجل في أهم المدن وأكثرها أهمية لدى الحكومة.
مهندس الإحصاء، ورجل الإدارة والسياسة ربما يكون أمام أصعب المعادلات السياسية فيما يتعلق بلغز نواذيبو الذي أخفق في تجاوزه رؤساء سابقون للحزب الحاكم ، وظلت الوضعية تراوح مكانها،ولم يستطع أي منهم تجاوز المرحلة رغم كثرة البعثات والزيارات لكن لاجديد مما تسبب في موجة إحباط وخيبات أمل للعديد من السياسيين المنخرطين في الحزب.
إخفاقات عديدة مني بها حزب الرئيس في استحقاقات 2019 الرئاسية، وتكررت في 2023 في الإنتخابات المحلية وخسر مناصب بالغة الأهمية طالما راهن عليها غير أن إسناد الملف السياسي إلى نائب رئيس الحزب الحاكم قرأ فيه البعض نوعا من السعي إلى البحث عن حلول في ظرف زمني وجيز باتت فيه الاستحقاقات الرئاسية على الأبواب.
وتشير المعطيات المسربة من سلسلة الإجتماعات إلى أن الرجل مدرك لوضعية الحزب بشكل دقيق،وعلى دراية بمجمل التحديات التي تواجهه ،وطالب الأطر بالتركيزعلى إنجاح الزيارة وبعدها سيتفرغون للشأن السياسي للمرحلة المقبلة.
وحسب المعطيات فإنه لم يتضح لحد الساعة ملامح المقاربة التي سينتهجها الرجل من أجل تجاوز التحديات القائمة،والنجاح في إعادة إنبعاث الحزب وفرض وجوده في المشهد المحلي ومواكبة برامج الحكومة.
ويرى كثيرون أن أولى الخطوات هي تنشيط الهياكل الحزبية،وإحداث دينامية جديدة،ومعالجة مجمل تبعات المراحل الماضية،وإعطاء الأولوية للشباب ،وحلحلة المظالم المطروحة،واسترضاء المغاضبين،وإدماج داعمي الرئيس من غير المنخرطين في الحزب،وإعطاء القيمة للكفاءات السياسية المتواجدة في الحزب على المستوى المحلي.
ويربط البعض بين ضرورة تغيير أساليب الشخصيات المعينة على المؤسسات الاقتصادية ،وإحداث قطيعة مع سياسة الباب المغلق ،والمساهمة بفعالية في تطوير أداء مؤسساتها.
إذن هو أصعب إختبار فشل فيه رؤساء سابقون للحزب ،وإرث ثقيل أمام المهندس السياسي يحي الوقف فإلى أي مدى سيكون قادرا على النجاح فيه ،والعمل على تفادي تكرار سناريو 2019 الرئاسي؟ أم أن محاولات العودة ستصطدم بإكراهات الواقع الصعب؟