بعد أقل من 72 ساعة يفتتح رئيس الجمهورية زيارة هي الثالثة لمدينة انواذيبو منذ توليه منصب الرآسة
2019
المدينة المنسية ذات الواقع المرير والتنمية المتراجعة ... هل حقا يمكنها استقبال الرئيس بعد خمس سنوات من حكمه وتهميشها؟!
هل يحق لها -وهي تستقبل الرئيس- أن تطمح لمشاريع بحجم تلك التي تعهد بها أيام ترشحه بعد مرور خمس سنين؟!
هل يحق لها -وهي تستقبل الرئيس- بصفتها عاصمة اقتصادية أن تسأل عن الاقتصاد؟ .. أن تندب حظها العاثر في إصلاح قطاع مهم وحيوي مثل قطاع الصيد الذي يئن تحت وطأة الفساد منذ عقود ويعاني من حالة التخبط المزمن وتخلي الحكومة عن مسؤوليتها تجاه إصلاحه وتركه يواجه مصيره؛ الموت البطيء جراء الاستنزاف الحاصل على مختلف الصعد .. هل يحق لساكنة المدينة أن ترفع صوتها فوق صوت مزامير المطبلين الذين اعتادت خطابهم المتماهي مع خطاب النخب المرافقة للرئيس .. المتعالي على واقع المدينة وحاجيات ساكنتها .. هل يخلف الرئيس العادة ويتحدث للمواطن البسيط ومعه بدل الحديث لمن يتصورون أنهم يمثلونه؟!
هل يحق للمدينة أن تسأل عن قطاع المعادن وعمال اسنيم ..؟
هل للمدينة أن تسأل -في وجه الزيارة- عن الخدمات العمومية: الماء..الكهرباء.. الزراعة.. النظافة.. التعليم .. الصحة؟
من للمدينة يصرخ أين الطاقة التي يعيق غيابها الساكنة عن الولوج للخدمات و أصحاب الاستثمارات عن بلوغ أهدافهم؟!
من يقول للرئيس أن الساكنة لم تحصل على حاجتها من الماء رغم مشروع التحلية وآبار بلنوار .. فلا يزال الماء يزر بيوتا مرة واحدة في الشهر... ؟!
هل للمدينة أن تسأل عن تدشينات جديدة بإمكانها تغيير وجه المدينة أم أنها ستظل تتفرج على إعادة التدشين .. وإعادة التدشين.. وإعادة التدشين
هل للساكنة أن تستنكر تدشين شركة خاصة لصناعة السفن يفترض بها أن لا تنافس شركة وطنية هذه مهمتها منذ سنوات .. وكأنها أنشأت ضرارا لها .. أليس الأولى أن نجود ونحسن من الموجود؟!
أليس الأولى تدشين مشاريع اقتصادية ذات نفع عام بدل تدشين المشاريع الخصوصية ؟.. القرية السياحية نموذجا ... !!! هل من مشاريع بحجم الزائر والمزور؟!
ألم يتعهد الرئيس أن يجعل المدينة "قطبا تنمويا" ؟!
هل من سائل عن جدوى ربط محطة الطاقة الهوائية بخط الجهد العالي القادم من سد مننتالي؟ أليس الفصل أولى؟
هل يحق لانواذيبو أن تقول للرئيس الذي يزورها مستغلا طائرة صغيرة أن الطريق الوحيدة المؤدية ليها حطم أرقاما قياسية في الحوادث شبه اليومية؟!
وهل يعلم الرئيس وهو يهبط في مطار انواذيبو أنه مغلق منذ عدة أشهر وأنه فتح قبل شهر و غالبا في وجه زيارة فخامته فقط بمساحة ضئيلة جدا؟!
هل من محدث يحدث الرئيس عن نواقص التعليم .. الصحة.. النظافة.. عن مشكل البطالة؟!
ماذا تقول انواذيبو وهي تختنق بالتلوث البيئي وروائح مصانع دقيق السمك وأكوام القمامة المتراكمة جراء الإهمال واللامبالات ودخانها الذي تمسي عليه أغلب الأحياء المحاذية للسكة.. والوعود التي استحالت سرابا بعد مرور خمس سنين ؟!
هل سيشعر الرئيس بهموم المدينة وواقعها المرير أم أن نخب نخب انواكشوط والهيئات والمستقبلون سيتقنون فن التغفيل أو التغافل عن الحقائق ؟!!
تنتظر انواذيبو وفود التزييف والتحريف و "التخريف" وهي تسأل عن الصحة والتعليم والماء والكهرباء وغلاء المعيشة ؟!!
هل يدرك الرئيس أن المسؤولين الذين لم يجدوا إنجازا واحدا بحجم المسؤول الأول في الدولة فلجئوا إلى اختلاق مشاريع فلكلورية لا علاقة لها بما ينفع الناس ويمكث في الأرض؟
ألا يحق لانواذيبو أن تتساءل عن مصير أراضي منطقة خليج النجمة التي بيعت في تحد صارخ للقانون والبيئة وشيدت عليها مبان وعمارات باتت تهدد تنوع ثروتنا وبئتنا السمكية؟
أين شواطئ انواذيبو التي بيعت للخصوصيين وشركات موكا؟.. بعد فترة وجيزة لن يجد المصطافون مأوى على الشاطئ!!! اسأل أهل انواديبو ..
هل يزور الرئيس مدينة انواذيبو دون ذكر لمشروع المنطقة الحرة الذي أصبح ورقة للابتزاز السياسي بتقليص الصلاحيات وتوسيعها مع كل موسم سياسي؟
ألا يتخذ الرئيس خطوة شجاعة فيعترف أن المشروع الحر لم يجلب للساكنة ما بشرت السلطة لسنوات؟!
من المؤكد أن طلائع الزيارة ستسبق الرئيس لتنمق بعض المظاهر وتسكت بعض الأصوات وتحتوي بعض الغاضبين ... ولكنها مسكنات ما تلبث أن تنقشع لتعود حليمة كما كانت ...
تساؤلات يطرحها ساكنة المدينة بين يدي زيارة المسؤل الأول.....