نقطة نظام ( رأي حر) - بقلم الحسين ولد كاعم.

جمعة, 12/04/2024 - 13:12

يعتزم أحد ألوية ( المجتمع المدني) بنواذيبو تنظيم نسخة جديدة وغامضة ورديئة من ( سوق عكاظ)  تصل أحيانا إلى مستوى عال من  السطحية و إلى تجاوز و التجني على الأدوار  الوجيهة  المنعقدة أخلاقيا وقانونيا على ( المجتمع المدني) والمتوخاة منه.

 

وقد نظم هذا "اللواء" قبل أيام ( نقطة صحفية) قدم فيها

ما يعتزم والأهداف المنشودة من تنظيمه لهذه النسخة الجديدة.

.

بدأها بعرض غير مقنع للمتلقي تشابكت فيه المصطلحات وأختلط فيه الحابل بالنابل وتعسر حتى فهم ما يراد القيام به وتعالت صيحات بعض الصحفيين الحاضرين طلبا لإفهامه بمبررات وماهية هذه ( الأحجية الغريبة) التي بدأت ( تشاورا بين بعض مجاميع المجتمع المدني ) ثم أنعطفت ( عرسا ثقافيا) ثم انحدرت بعد ذلك لتكون ( معرضا بأجنحة مختلفة) لم نستطع التمييز إن كانت ( عروضا خدمية) أو تحويرا لمفهوم (المجتمع المدني) من منظمات وجمعيات لحماية حقوق اصحابها وتحسين أدائها إلى شركات ملحقة بالقطاع الخاص تبحث عن أسواق جديدة.

 

لم ينتهي التأطير للحدث من طرف المكلف بعرض خطوطه العريضة في النقطة الصحفية المذكورة عند هذا الحد فحسب بل

انتقل مباشرة إلى مكونة أخرى في نفس البرنامج والطبخة الغامضة جعل منها خلاصة القول مختتما بأن هذه النسخة

ستتحمل تكاليفها كاملة جهات ومصالح عمومية ولم يكتفي فقط

بذلك بل قال إن الطلبات لتأمينها لتلك النفقة قطعت أشواطا متقدمة في طريقها إلى وجهاتها السابقة حيث توقع أن تعود بمبلغ يقارب (22 مليون أوقية قديمة) هي الميزانية اللازمة لإنجاز هذه المعزوفة التي تحتاج إلى إعادة قراءة شاملة للواقع المريع الذي اصبح عليه المشهد العام للمجتمع المدني والمنطق الذي أصبح يسير به نحو مسالك وشعاب لم نعد ندري إن كنا من خلالها أمام (مجتمع مدني) يعي علة وسبب وجوده ويعرف أدواره  أم أننا أمام عمل ( هلامي) يتمطط في مختلف الأتجاهات فاتحا الباب مشرعا أمام ضرورة الجواب عن عديد الأسئلة :

 

هل المجتمع المدني هو من يخدم التنمية المحلية؟؟

أم أن التنمية المحلية هي المكرسة لخدمة المجتمع المدني؟

كيف لمجتمع مدني بلا موارد أصلا أن يصنف مجتمعا مدنيا ويقدم نفسه للجمهور على أنه قوة فعالة ومؤثرة ؟؟

ألا يعد الحدث  المزمع تنظيمه  والمطلوب للتمويل من جهات أخرى من طرف اللواء الذي نصب نفسه متحدثا وجامعا للمجتمع المدني بمثابة ( إعلان إفلاس) و (عجز مالي) وعدم قدرة على الأستواء والتفرد وكذلك عدم امتلاكه روح المبادرة في أبسط  وأدق درجات التنظيم لشؤونه الخاصة المتحتمة على هذا اللواء الذي يتشدق دوما  - بمناسبة ومن دونها - بأنه مركز ثقل المجتمع المدني هنا بنواذيبو و ( القوة الضاربة) للمجتمع المدني بقاعدته الواسعة من المنتسبين والجمعيات الفاعلة ؟؟

أسئلة تقود الإجابة عليها إلى أن هذا الحدث المزمع تنظيمه والخرجة المصاحبة لإعلانه لم تكونا موفقتين بل كانا بمثابة (عملية انتحار جماعي) لهذا اللواء وتعرية واضحة تكشف افتقاد هذا الكيان الوليد للبوصلة ولحظة فارقة لدخوله لمنعطف جديد من التيه لا نعرف كمتابعين حتى الآن  المعجزة التي يتطلبها ليعود لمربعه الصحيح وكلفة تصحيحه لمساره كما أن اي مساهمة ومشاركة في هذه ( المهزلة) قد تكون تعميقا لجراح المجتمع المدني بنواذيبو لا خدمة له.

French English

إعلانات

إعلانات