في عالم تشتد فيه الحاجة إلى النور في ظل زيف الظلمات، يبرز دور الصحفي الجاد كحامل مشعل الحقيقة، وصوت الحق الذي يرتفع فوق كل تزييف وتحريف..
فالصحفي الجاد هو ذاك الذي يتعمق في الأحداث، يحللها بعمق، ويقدمها للجمهور بموضوعية ونزاهة،.. إنه ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو صانع للوعي، وباني للقيم، وحامل لرسالة سامية وأمانة ثقيلة.
و يعيش بلدنا اليوم تمييعًا مخيفًا في حقل الصحافة؛ فقد أصبح وصف "الصحفي" يُطلق جزافًا على كل من هب ودب، دون اعتبار للإنتاج الفكري، الأدبي، أو الفني..
إن هذه المهزلة تهز أرجاء البلاد وتهدد قيمها، حيث بات كل من ارتدى سترة كتب عليها "presse" أو حمل ميكروفونا، يُعتبر صحفيا، بينما الصحافة منهم براء، براءة أمنا عائشة من حادثة الإفك.
علينا أن نميز بوضوح بين الصحافة الجادة والمنتجة، وبين المقلدين أصحاب النسخ واللصق، والممجدين، والمبتزين..
ليس كل من يدعي الصحافة يستحق هذا اللقب النبيل؛ يجب على المجتمع أن يرفض هذا التمييع الذي يفسد مهنة الصحافة ويفقدها هيبتها وقيمتها..
ارفعوا من شأن الصحفيين الحقيقيين، أولئك الذين يقدمون إنتاجًا فكريًا وأدبيًا وفنيًا يرقى بالمجتمع..
ولنكن حريصين على حماية هذا اللقب الكريم من العبث.
لنطلق عليهم ألقابًا تناسب أفعالهم: مخبر، نمام، ملفق، مختلس. لكن لا نطلق عليهم لقب "صحفي" فالصحافة منهم براء..
آن الأوان لتوقيف هذه المهزلة التي تهز أركان البلاد وتهدد قيمها.. لنحافظ على شرف المهنة، ونصون دور الصحافة في بناء مجتمع واعٍ، يقدر الكلمة الحرة ويحترم الحقيقة..
فبالوعي والعزم، يمكننا أن نحمي هذه الرسالة السامية ونضمن لها الاستمرارية والاحترام.
-سيدي عثمان ولد صيكه