المدرس البائس.. المعاهد الجهوية / الحسن عبدو

سبت, 10/08/2024 - 19:31

أنشئت المعاهد الجهوية منذ عام 2007 لتكون موئلا لخريجي المحاظر وربما المتسربين  وقد حققت بالفعل شيئا مهما مما أريدت له..

 فالكاتب رغم أنه ليس من الجيل الاول  فلديه بعض التلاميذ ممن درستهم - ولله الحمد - يدرسون في موريتانيا وخارجها وبعض منهم قد تخرج من المستوى الجامعي الأول.

 

وهذا ليس منة فالمطلوب منا معاشر المدرسين أن نربي ونصلح ونؤهل، وقد فعلنا،  غير أن المطلوب من الإدارة والجهة الوصية مازال على ماهو عليه منذ نشأة المعاهد. والسؤال المطروح هو : ما سبب هذا التهميش ؟ ولماذا يستمر كل هذه المدة ؟.

 

 لايمكنني أن أجيب بشكل دقيق لان الأمر يشوبه بعض الغموض، لكن هناك العديد من الاسئلة التي يمكن طرحها.

 

    1 - لماذا لم تصحح وضعية عمال هذه المعاهد الذين بذلوا مجهودا كبيرا وواصلوا عملهم ليل نهار في ظروف صعبة ليكوّنوا أجيالا تساهم في بناء الوطن المهمل، قد تكون تصحيح وضعية عمال المعاهد ليست مطلبا أساسيا عند صانعي القرار، فقد مضت سنوات كثيرة دون أن يتحقق ذلك المطلب، وكل ما قيل ويقال من كلام  حول هذا الموضوع أثبتت الأيام أنه محض كلام لاغير، لم يتحقق منه أي شيء على الإطلاق! 

 2 - لماذا لم يتحرك أساتذة وعمال المعاهد من أجل نيل حقوقهم  كمافعل نظراؤهم في التعليم؟

 

طبعا لم أعرف سببا واضحا في ذلك  لكن لعل في الامر سرا لانعرفه، فأسرار المعاهد كثيرة، ربما لم تجتمع كلمة عمال المعاهد لأن منهم من لا يعمل ويتقاضى راتبا بالمجان  أو أن جهة ما تبذل أسبابها خفية مؤادها أن يسكت العمال على الحيف ولا يسألوا عن حقهم؟

 

3   هل يتصور  أن يظل المدرس والعامل الحاصل على المؤهلات العمليمة والعلمية في هذه المعاهد بدون أي حق لم يزدد راتبه ولم يجد علاوة ولم يستفد حتى من العشرين التي  أعلن رئيس الجمهورية. أ يكون هذا في دولة القانون وقطاع يعنون بقطاع الشؤون الإسلامية؟  ألا يخشى المسؤولون في القطاع من حق عمال المعاهد أم أنهم لاحق لهم أصلا؟

 

إنه الظلم والاحتقار  وحق  لمن فرط في حقه ولم يدافع عنه أن يجد ذلك؛ "حتى يذوق رجال مر ماصنعوا" 

 

قد ضُيعت هذه المعاهد ومن فيها، فبعض من كانوا فيها صاروا تحت التراب  قبل أن يظفروا بأي حق وربما هذا سيكون هذا هو حال منهم فيها الآن، ويبقى السؤال المطروح هو : عمال المعاهد من ضيع حقهم؟ هم؟ أو الجهة الوصية؟  أو جهة أخرى؟

 

الحقيقة الجلية الواضحة هي أن عمال المعاهد ضاع حقهم في الماضي وفي الحاضر وربما في المستقبل إن لم تتداركهم رحمة رب رحيم.

وهذه الحقيقة تقتضي أن يظل السؤال الكبير مشهرا كل حين : ما المسؤول عن هذا الوضع البائس؟

ستكتب شهادتهم ويسألون.

 

الحسن عبدو - - مدرس بالمعهد الجهوي بانواذيبو

French English

إعلانات

إعلانات