بعد إسدال الستار على انتخاب ثالث رئيس لحزب السلطة الحاكم بموريتانيا الوزير السابق سيد أحمد محمد يبقى السؤال الأكثر إلحاحا كيف سيتعامل مع نازلة نواذيبو والتي تحولت إلى بعبع يؤرق النظام وتخفق في كل استحقاقات.
"نازلة" فيما يبدو أعجزت 3 رؤساء سابقين للحزب في المأمورية الحالية ، والرؤساء في العشرية دون أن يتمكن أي منهم في كشف اللغز، والوقوف على حقيقته ،واستعادة بعض المناصب الانتخابية الحيوية كبلدية نواذيبو إضافة إلى الهزيمة القوية للمرشح الرئيس أمام غريمه وخصمه بيرام الداه أعبيدي وليست استحقاقات 29 يونيو عنا ببعيد.
لم يبذل الرؤساء السابقين للحزب أي جهد في نواذيبو ، واكتفى بعضهم بإرسال بعثات وتسطير تقارير في الغالب ماتبقى في الرفوف دون أن يترتب عليها أي جديد ،وهو ماجعل الإرث يتضاعف والمشكل يتعمق.
لم يتم تجديد الهيئات منذ 2018 إلى الأن ،ولم يتم تفعيل الوحدات القاعدية، وبات الحزب في عزلة عن قواعده الشعبية ،وارتباطه ضعيف للغاية مما أوجد شرخا استعصى حله على مدى 12 سنة متوالية مني فيها الحزب بهزائم مدوية، وتتباعت خسائرة سواء في الرئاسيات أو المحليات دون أن يترتب أي قرار على ماحصل.
اليوم يتم تعيين رئيس جديد والأعين تتجه إليه في كيفية التعامل مع نازلة نواذيبو ،وكيف سيعمل في البحث عنها بالرغم من أنه قد يسير نفس مسار سابقيه.
يرى كثيرون أن المكنسة هي الحل لكل القيادات المحلية ودون استثناء،وأن يتم إختيار شخصيات سياسية ذات تجربة ومعروفة على الساحة المحلية بغية الإقلاع بالحزب.
ولايمكن أن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لابد من إحداث قطيعة مع الموسمية التي كانت سائدة ،وتجاهل العمل السياسي إلى حين قرب الانتخابات وهو النمط الذي ظل سائدا ، بل لا بد أن يفكر الرئيس في كيفية تنشيط الجناح السياسي ،وذلك بتعيين شخصيات جديدة في المؤسسات الاقتصادية يكون لها دور ودينامكية.
ويبقى الرئيس الجديد للحزب الوزير سيد أحمد ولد أحمد بحاجة إلى أن يترك بصماته على العاصمة الاقتصادية نواذيبو فهل سيكون استثناء من بين رؤساء الحزب أم أنه فقط سيكرر سيناريو أسلافه بخصوص نواذيبو؟