رسالة الى وزير التكوين المهنى والصناعة التقليدية والحرف

ورقة فنية بعنوان :الصانع التقليدى فى المجتمع الموريتانى القديم وضرورة تأقلمه فى الحياة النشطة

يتميز الشعب الموريتاني بتحديد الفئات والتنوع القبلي ضف إلى ذلك كونه ينقسم إلى مكونتين عرقيتين هما العرب والزنوج ، حيث شكلت تلك التعددية وذاك التنوع الثقافي حراكا وشدا وجزرا مما أدى إلى ملإ الفضاء الموريتاني حرفا وإنجازات خالدة الأمر الذى كان له تأثيره المادي والمعنوي على مسيرة هذا المجتمع وعطائه التاريخي ، وفي خضم هذا الواقع تدرجت مجموعات على أساس قوام ومبدأ التفاوت المكانى والانتماء الفئوى فهناك من أحتل موقعا فى القمة وهناك من وجد في الوسط موقعا وهناك من وضع في أسفل البنية الهرمية للمجتمع مما جعله تحت ثقل حمل إجتماعي بقوانينه ومضامينه الصارمة .

مما دفعه إلى البحث عن سبل وجيهة علها تخفف عنه ثقل ذلك الحمل حتى لا يبقى وإلى الأبد يئن تحت وطأته . حيث أن ضعف الإمكانيات المادية للصناع التقليديين والحرفيين حالت دون قدرتهم على الخروج من الإطار الضيق القائم على أساس التوارث إلى إطار أوسع قائم على أساس الكفاءة والخبرة والإنتاجية . وهنا لا بد أن نعرج ولو بشكل مقتضب على المراحل التى مر بها هذا القطاع فى مختلف الفترات التاريخية للمجتمع ذلك المجتمع الذى ظل يعتمد وبشكل مباشر على يد الصانع ومهاراته وإبداعاته التى كانت توفر له جميع متطلبات الحياة البدوية اليومية.

فالصانع التقليدي ظل دائما يتأقلم مع مجتمعه ويوفر له جميع ما يحتاجه من ضروريات في الحياة الإنسانية أينما حل وأرتحل

صحيح أن الصانع التقليدي هو الأخر تواجهه باستمرار تهمة التقصير في إتقان الصنع والإخلال بالجودة لكنه هو الآخر وفى هذه الحالة يصبح أمام خيارين أحلاهما مر

إما الجودة والإتقان مع غلاء الثمن أو الإخلال بالجودة مع القدرة على تلبية الطلبات وبأثمان منافسة .

وتمتاز الصناعة التقليدية الموريتانية عن غيرها من الصناعات بالخصائص التالية :

أولا : كونها منبعا لتنمية المواهب والإبتكارات والإبداعات

ثانيا : إعتمادها على المواد المحلية وتكييفها مع حاجات السوق

ثالثا : مساعدتها في رفع مستوي الإدخار والاستثمار

لكل هذ الأسباب معالى الوزير فإنه لابد من الحفاظ على هذه الصناعات ومنتجاتها وتنميتها وتطورها ولن يتم ذلك إلا عن طريق الأبحاث والدراسات والمناقشات والتشجيع المادي والمعنوي لأصحابها وحثهم كذلك على الإستفادة من التقنيات الحديثة مع الحفاظ على الأصالة واستخدام المواد الأولية الجيدة والأيدى العاملة الكفؤة والمبدعة من اجل ضمان جودة وجمالية المنتجات المعبرة عن الأصالة والذوق السليم .

وتشكل الصناعة التقليدية والحرف اليوم وفي جميع اقطار العالم إنتاجا متميزا له حضور في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والأدبية ، فهي تراث حي ومتطور يعبر كذلك عن أعماق وجدان الشعوب وخصوصياتها الثقافية والتاريخية وبذلك اكتسبت اهميتها ودورها في ديمومة التواصل الإنساني والثقافي والجمالي والإقتصادي بين مختلف الشعوب فالصناعة التقليدية عامل ابداع وتوعية الى جانب دورها فى حفظ التراث وصيانة التقاليد والتعريف بها في الداخل والخارج .

ودعما لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى خلال مأموريته الأولى ضمن برنامجه الإنتخابى

"تعهداتى"

حيث قال

(ان الصناعة التقليدية علاوة على الجوانب التقافية والفنية تمثل مصدر فخر لبلادنا انها كنز من الثروات ومنجم لا يقدر بثمن وشاهد على عبقرية حرفيينا من الرجال والنساء الذين يصرفون من مواردهم الذاتية دون حساب ودون تعويض يتناسب مع الجودة المشهودة لمنتجاتهم والجهد المضني الذى يبذلونه

سيكون ضمن اهتماماتى خلال هذه المأمورية تنمية الصناعة التقليدية وتوفير الدعم الضروري لها ودمجها فى الإقتصاد الوطنى)

محمد ولد الشيخ الغزوانى

وعطفا على ماتحقق للصناعة التقليدية والحرف خلال المأمورية الأولى .

- 2019-2020 مشاريع للخزف فى ولايات انواكشوك- لعصابة-كيهيدى هاهي اليوم قد تآكلت تحت عاديات الزمن.

- ايام تفكرية دون تطبيق مخرجاتها.

- 2021-2022 تجديد هزيل لهياكل قطاع الصناعة التقليدية والحرف خارج السياق القانونى ودون ابسط مقومات الشرعية.

- انشاء قرية للصناعة التقليدية بمنشأة المعرض الوطنى المشروع الأضخم والأول من نوعه للصناعة التقليدية فى موريتانيا منذ الإستقلال والذى لم تكتمل اشغاله حتى الآن تم تدشينه من طرف فخامة رئيس الجمهورية فى 16 ابريل 2022 لمدة سنتين ولتكتمل اشغاله فى 15 ابريل الماضى 2024.

- 2023-2024 تم تنظيم الأيام الوطنية للصناعة التقليدية والتى لم تضف جديدا هي الأخرى. هذا بالإضافة إلى الوعود الكثيرة والتى لم تتحقق حتى الساعة.

لكل هذه الأسباب معالى الوزير وعملا بما تقدم وبعد ان طال املنا فى الإنتظار ومع بداية المأمورية الثانية الجديدة و الميمونة

ان شاءالله لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى التى حظي بها معالى الاول المخطار ولد اجاي وزيرا اولا

حيث وقع اختياره عليكم لقيادة واصلاح قطاع انتم ادرى به وبمعاناته هانحن اليوم نقترح لكم أسهل الطرق للخروج بهذا القطاع الحيوى الهام الى بر الأمان ووضعه على السكة.

معالى الوزير

ان من اهم المعوقات والمشاكل التى تواجه قطاع الصناعة التقليدية والحرف وبشكل عام هي كالآتي:

فى مجال التنظيم

- تعيين لجنة فنية مؤقتة وفورا مع توفير الوسائل الضرورية لانجاز المهام المنوطة بها خصوصا بعد انتهاء كافة مأموريات قطاع الصناعة التقليدية والحرف على عموم التراب الوطنى ولفترة محددة لاتتجاوز سنة واحدة بين الوزارة الوصية وبعض اطر وفاعلى قطاع الصناعة التقليدية والحرف من من يشهد لهم بالكفاءة والنزاهه والحياد.

تكلف هذه الأخيرة ب :

- اجراء عمليات إحصاء شاملة من اجل تقدير الفعاليات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية.

- رسم استراتيجية واضحة المعالم لقطاع الصناعة التقليدية والحرف ووضع برنامج للتنمية يتلائم مع الآفاق الجديدة لتكنولوجيا المعلومات والشبكات.

- توعية القوى الوطنية على اهمية القطاع من اجل المساهمة فى تطوره وانعاشه.

- تنظيم ايام تشاورية يتم من خلال مخرجاتها مراجعة مدونة الصناعة التقليدية ونصوصها التطبيقية

وتجديد هياكل قطاع الصناعة التقليدية والحرف على عموم التراب الوطنى.

استحداث مندوبيات جهوية مكلفة بالتكوين المهنى والصناعة التقليدية والحرف بعواصم ولاياتنا الداخلية.

- دمج ادارة الصناعة التقليدية+ البرنامج الوطنى لترقية الصناعة التقليدية+الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف+قرية الصناعة التقليديةداخل جهاز حكومي واحد حتى لاتتشتت جهود الدولة والمجتمع.

- استحداث غرف

جهوية مكلفة بالصناعة التقليدية والحرف يتم انتخابها من طرف منتسبى قطاع الصناعة التقليدية والحرف ومناديبهم المعينين من طرف مؤتمراتهم التاسيسية المدعوة لهذا الغرض.

فى مجال التكوين

- انشاء مؤسسة للتكوين فى مجال الصناعة التقليدية والحرف مجهزة ومسلحة بمناهج تضمن نقل الخبرات الفنية والثقافية عبر الاجيال وتنمى القوى الابداعية لدى الصانع التقليدى والحرفى على حد سواء.

فى مجال التسويق

- انشاء مؤسسة للتسويق فى مجال الصناعة التقليدية والحرف قادرة على جمع منتجات الصناعة التقليدية والحرف وتسويقها فى الداخل والخارج.

فى مجال التكوين

- توفير المواد الاولية ذات القيمة العالية وباسعار مناسبة

- توفير وسائل متطورة تشمل عمليات التصميم والتطور والابتكار

فى مجال التمويل

- ايجاد نظام تمويلى يتلائم مع ثقافة ومعتقدات الصناع التقليديين والحرفيين.

فى مجال الضمان

الاجتماعى

- ايجاد نظام امنى يضمن تعويض للصناع التقليديين والحرفيين عن الاضرار التى كثيرا ما يتعرضون لها اثناء العمل.

- توعية مستمرة للصناع التقليديين والحرفيين من اجل المحافظة على السلامة وامن الشغل.

والله الموفق