روى الإعلامي الشهير دده محمد لمين السالك ظروف نشأته ،ومسار عمله في الإذاعة 4 عقود ونصف من الزمن، وتجربة عمله السياسي وبعضا من محطاته.
وقال ولد محمد السالك في مقابلة مشتركة مع "نواذيبو-أنفو" و"منصة صوت الشمال" و"أخبار الشمال" إنه من مواليد بوخزام الواقع بين النعمة وولاتة،وتلقى تعليمه المحظري حيث حفظ القران الكريم ورسمه وتشبع من الثقافة المحظرية واللغة العربية،ثم سافر إلى ولاتة ليعود لاحقا إلى مركز بوخزام.
نقطة تحول...
وقال إنه تولدت لديه فكرة التمدن،وهو مادفعه إلى أن يغادر منطقة نشأته إلى نواكشوط في قافلة عسكرية في أواخر ستينيات القرن الماضي بشكل سري دون إشعار أسرته قبل أن يشعرهم عبر بلاغ إذاعي ثم سافر إلى داكار قبل أن يعود مجددا إلى نواكشوط.
وأشار الإعلامي إلى أنه أثناء إقامته في السنغال نمت لديه ملكة المطالعة قبل أن يعود إلى نواكشوط ليلة 28 نوفمبر 1974 ليلة تأميم مفيرما (شركة اسنيم لاحقا).
ونبه الإعلامي إلى أن الدولة أنذاك فتحت المركز الجهوي لتهذيب وإنعاش الشباب ،وأعطت فيه حرية النقاش ،وهي بواكير أفضت إلى بروزه وهو أنداك في ريعان الشباب قبل أن تتصل به إذاعة موريتانيا في فترة المدير الراحل سيدي الشيخ.
قصة الإذاعة...
وقال إن الإذاعة اتصلت به بعد أن أشار عليهم بباه ولد أحمد يوراه الذي كان يشغل أنداك فيدرالي حزب الشعب وصديق لمدير الإذاعة الراحل سيدي الشيخ.
ونبه إلى أن الإذاعة استدعته لتسجيل تجارب صوتية وبعد 5 أيام تم اكتتابه مباشرة في 10 أغسطس 1976 ، وبدأ مشواره مع الإعلام في موريتانيا منذ ذلك الوقت وإلى اليوم.
ورأى الإعلامي إلى أن رصيده المعرفي وتجاربه أهلته بالفعل في مواكبة الثقافة المعاصرة ،ونجاحه في الإندماج سريعا في المدنية بعد أن قرر بالفعل الإنخراط في التمدن مع مغادرة مركز نشأته واحتكاكه بمراكز التحضر.
وأشار إلى أنه أثناء تواجده إلى أنه أثناء إقامته بالسنغال كان حريصا على إنشاء مكتبته الخاصة والمطالعة بشكل ،وهي نفس المكتبة التي مازالت عنده إلى اليوم.
تجارب سياسية...
وقال الإعلامي دده محمد لمين السالك إن بدايات التحاقه بالحركة البعثية كان أواخر السبعينيات من القرن الماضي،وكانت بدايته مع الكادحين قبل أن يقرر الإلتحاق بالبعثيين 1977.
وأشار إلى أن سبب التحاقه بالبعثيين جاء بعد قراءة لكتاب تطور الفكر الماركسي عرض ونقد وهو مادفعه إلى الاقتناع بفكر البعث ،مؤكدا أنه لم يأت به أحد إلى التيار.
وكشف ولد السالك إلى أنه بطبيعة تكوينه المحظري اقتنع بالفكر وبدأ بالفعل العمل داخل التيار ، مشيرا إلى أن التيار البعثي أنه بعد وصول الجيش إلى السلطة تعرضوا للكثير من الاعتقال.
وأكد أنه طيلة فترة حكم الرئيس الأسبق محمد خونه هيداله قضاها في السجن بتهمة انتمائه لحزب البعث ،مشيرا إلى أنه كان من قيادات الصف الثاني،معرجا على ماتعرضوا له من التعذيب.
وكشف أنه بعد انتهاء التحقيق معه ،وجهوا له عرضا بالحصول على منصب وامتيازات مقابل تزويدهم بمعلومات عن حزب البعث خاطبهم بالقول: "أنا ماصالح من جاسوس".
واعتبر ولد محمد لمين السالك أنه في تلك الفترة لم يكن النظام يتحمل الأنظمة ذي الميول العروبية بالضبط لتبدأ الحملة بعد ذلك مع الناصريين،معتبرا أن تلك المرحلة كانت قاسية جدا ومؤلمة.
قصة الاعتقالات...
وقال الإعلامي دده محمد لمين السالك إن أول اعتقال له كان في نواكشوط بكون كونه يرأس منظمة محسوبة على البعث ،وأنذاك كان من الصف الثاني،مشيرا إلى أنهم شعروا بقرب الاعتقال.
واعتبر أنه بعد عودته إلى منزله أنذاك أشعروه بأن الشرطة وصلت للبحث عنه قبل أن يخلد إلى الراحة وبعد مغادرته إلى الإذاعة للعمل قبل أن يعتقل قبل الوصول إلى الإذاعة.
وعن قصة اعتقاله بمدينة نواذيبو قال إنه في نهاية التسعينيات من القرن الماضي وهو أنذاك مدير مجلة المحرر الدولية وكان يتواجد بإدارة ميناء نواذيبو المستقل،مشيرا إلى أن الإعلامي الراحل عثمان أحوبيب اتصل عليه وأشعره ببحث الشرطة عنه،وطلب منه أن يرسل له سيارة ووافق ووصل إلى مكتب البلاغات الشعبية ووجد الشرطة في انتظاره ليتم اعتقاله رفقة مفوض من الشرطة في نواذيبو لم يعرف ذلك إلا عند المطار.
ورأى ولد السالك إلى أن خلفية الاعتقال أنذاك ربما تعود إلى استعداد النظام لإبرام علاقات مع إسرائيل ،وينشط أنذاك في مشروع حزب الطليعة ، وبعد جمع المعتقلين في مدرسة الشرطة تبين لاحقا أنها مجموعة من البعثيين.
وقال ولد السالك إن وكيل الجمهورية سأله أنذاك سأله عن علاقته بحزب الطليعة فرد بأنه من مؤسسيه ليقرر إحالته إلى السجن رفقة بعض رفاقه وتمت محاكمتهم بأحكام غريبة لكنها مع وقف التنفيذ.
وكشف ولد السالك أن ملف الإحالة إلى القضاء جاء فيه: "بناء على معلومات من مخبر لم يذكر اسمه تم الإلقاء على أشخاص متلبسين"؟
وأشار ولد السالك إلى أن القاضي الذي برأهم نهائيا ظل في بطالة حتى سقوط نظام معاوية ولد سيد أحمد الطايع.
وأشار ولد السالك إلى أنه التقى شخصيا بالرئيس الراحل صدام حسين بالعراق مرة واحدة فقط.
مواقف وطرائف...
وعن أصعب المواقف التي عايشها في مساره المهني طيلة 45 سنة قال الإعلامي دده محمد لمين السالك إنه طيلة مساره غطى زيارة رئيسين فقط: معاوية ولد سيد أحمد الطايع والرئيس الراحل أعل محمد فال.
وقال ولد السالك إنه كان يغطي زيارة الرئيس معاوية سيد أحمد الطايع وهو من ضمن الفرق الإذاعية المواكبة للرئيس أصيب بدوار وطلب من السائق أن يوقف السيارة واستراح مدة 5 دقائق.
ويستذكر الإعلامي دده محمد لمين السالك موقفا أخر أكثر طرافة حيث قال إنه بعد تحرير أخبار نشرة الثامنة خرج لدقائق للتدخين وبعد عودته لاحظ اختفاء النشرة،وهو مادفعه إلى إعادة صياغتها بشكل سريع وهو عمل استثنائي.
أما الموقف الأخر حيث كان يفترض أن يسافروا في طائرة النعمة ،وتمت كتابة أسمائهم لكنهم تخلفوا عنها لتسقط الطائرة بعد إقلاعها بدقائق على جبل أنكادي.