تابعت لقاء رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الأستاذ أحمد سالم ولد بوحبيني كما العادة بنبرة حادة وذكاء سياسي حاد كالسيف فكل كلمة خرجت من فمه كانت كأنها تخترق جدار الصمت وتزيل الغموض الذي يحيط ببعض القضايا الشائكة مع الصحفي حسن ولد لبات لم يكن حديثه مجرد كلام عابر بل كان بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة من الصراحة السياسية التي لا تعرف المجاملات أو التنازلات.
فيما يتعلق بملف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز كان واضحًا كالشمس لا مكان للتمويه أو التردد أعطى درسًا في كيفية التعامل مع الملفات الحساسة دون الوقوع في فخ الصمت أو المراوغة كان في صوته تلك القوة التي لا تعرف الخوف كأنما يريد أن يرسل رسالة واضحة إلى الجميع الحقائق لا يمكن دفنها مهما كانت العواقب.
أما المعلومة التاريخية التي قدمها فكانت بمثابة القنبلة التي ألقيت في الساحة السياسية فوالد رئيس اللجنة كان أول من جلب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى نواكشوط وأول عمدة مساعد وأول برلماني يمثل المدينة هذه التفاصيل ليست مجرد حقائق تاريخية بل هي إشارات لأشخاص حفروا أسمائهم في تاريخ الدولة وأدوارهم ما زالت مؤثرة رغم تجاهلها من بعض الأوساط.
وفيما يتعلق بدور اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كان حديثه بمثابة اعتراف ضمني أن الكثيرين لا يفهمون عمق هذه المؤسسة وأن هناك جهلًا متعمدًا في بعض الأحيان لدورها الحيوي في حماية الحقوق وتعزيز العدالة لكنه كان حازمًا في التأكيد على أن هذا الدور سيظل مستمرًا وأن اللجنة ستبقى شوكة في حلق كل من يحاول تشويه رسالتها أو تقويض عملها.
لقد كان اللقاء أكثر من مجرد حديث سياسي كان بمثابة إعادة ترتيب الأوراق على طاولة السياسة الموريتانية وتأكيدًا على أن الحقيقة ستظل سيدة الموقف مهما كانت التحديات.