حمل خطاب المرشح المستقل ووزير الدفاع االحالي رسائل عديدة وعميقة في نفس الوقت أبانت عن بعض الحقائق من الرجل الذي خلع عباءة النياشين ولبس عباءة السياسة.
وقد حملت إطلالة الرجل للمرة الأولى لمخاطبة الالاف عن فصاحة واضحة وتمكن من ناصية اللغة وملامح برنامجه القائم على أساس خطب ود مجمل المكونات ، ومنح الوعود للشعب.
الرسالة الأولى التي استقاها المتابعون عن أن الرجل وإن كان عسكريا إلا أن الخطابة هي احدى المواهب التي كشفت عنها اطلالته أمام الجمهور وسط إشادة من قبل المتابعين للخطاب.
الرسالة الثانية هي ابتعاد الرجل عن اللغة الخشبية في أول اطلالة له ، والحرص على التأسيس لخطاب مرحلي يتسم بنوع من الإنصاف فلايغفل دور السابقين ، ويستدرك بعض الثغرات وهي رسالة ظلت غائبة في الماضي الذي كانت الهوة دوما قائمة بين الموالين والمعارضين فهل أراد الرجل أن يربك الرأي العام بمثل هذا الخطاب حتى يسجل نقاط وهو على أعتاب سباق رئاسي نحو القصر الرمادي.
الرسالة الثالثة هي محاولة الرجل أن يبعث برسالة طمأنة لمجمل المكونات بأنه سيدمجها في برنامجه وهي إشارة واضحة إلى الحراك الشرائحي إضافة إلى الوعد بمنح العناية بالقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم وتوطيد المكاسب التي تحققت في العشرية التي أثنى عليها.
وكان لافتا ابتعاد ولد الغزواني عن استنساخ خطاب الحزب الحاكم بل كانت اللغة واضحة وخالية من التوظيف والتهويل وكانت العبارات محددة دقة ربما اتكئ فيها من خبرته العسكرية طيلة عقود من الزمن.
متابعون رأوا في الخطاب استعراض واضح للخطوط العريضة لمجمل مشروع الرجل السياسي الذي يجزم بعض داعميه أنه قطعا لن يكون امتدادا لماكان سائدا غير أن المعارضين يرون بأن تغير الأسماء وبقاء البطانة قد لايحمل جديدا بحسب مناوئين.
وبالرغم من أن المقربين من ولد غزواني يرون أن الخطاب اليوم تصالحي ويؤسس لمرحلة قادمة بدأت تتكشف تدريجيا أبرز ملامحها ، ويقدم صورة عن الرجل التي ستتكشف في قادم الأيام ، مشيرين إلى أن نظرة الرجل ليست بالضرورة متطابقة مع رفيق الدرب.
ويذهبون إلى أبعد من ذلك إلى أن الرجل قد يوفق في التأسيس لأرضية مشتركة يلتقي فيها مع المعارضة التي ستتشكل في حالة ماإذا نجح في الوصول إلى السلطة فهل خطاب الترشح أو الترشيح هو بالونة اختبار أم أن التوريث هو الذي حصل وتغيرت الأسماء واستمر النظام كما يقول أنصار الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز؟