تبرعت صباح اليوم مصانع دقيق السمك "موكا" بروائحها معلنة تحديها للسلطات المحلية والمنطقة الحرة وأنه لا أحد يقدر على أن يوقف نزيفها.
وبعثت المصانع بروائح أقوى ، وكأنها تريد أن تبعث برسالة أنها هزمت الجميع وأنها قادرة على الإنبعاث وليفعل من أراد أن يفعل فهي وحدها الأقوى في عاصمة المال والثروة والاستثمار.
حارب الجميع من سلطات ومنطقة حرة ومنتخبين وإعلاميين ومواطنين وجهاز تنفيذي الروائح وأطلق نداءات الإستغاثة لكنها ظلت دوما قائمة وحاضرة بقوة في المدينة أكثر من حضور الوزراء فيها.
فالمصانع التي يعتبر البعض أنها تبلغ مداخليها 200 مليون دولار فرضت نفسها بقوة ، وتحولت إلى بعبع يؤرق الساكنة ، ويهزم السلطة ، ويؤذي المواطنين ويقوض الإستثمار والهواء العليل.
وظلت الروائح في العشرية الماضية أكبر حصار على مدينة الاقتصاد ، ولم يستطع أي كائن من كان أن يحيدها على الإطلاق فهي التي تستهلك 600 ألف طن سنويا من الأسماك أي حوالي 30% من الإنتاج السنوي.