يستغرب كثيرون تخلي كبريات المؤسسات الاقتصادية والشركات عن دورها في مساندة الفقراء في شهر التسامح والبذل في العاصمة الاقتصادية في العشرية الأخيرة حيث غابت الأبعاد الاجتماعية للشركات والمؤسسات ، وبات الحضور السياسي لها طاغي بشكل كبير.
ويكاد يمر نصف الشهر الكريم من دون أي عمل خيري او اجتماعي من قبل المؤسسات والشركات والجهات الرسمية وسط أسئلة عن السر الحقيقي في الخطوة ، وبعد ذلك يبدأ الزحف بعد أسبوعين إلى معاقل الفقراء ، وينزل المديرون إلى الاحياء للتنسيق والبحث عن الأصوات ، ونسوا أنهم لم يتفقوا أوقية واحدة في شهر الخير.
يكاد الحماس يكون كبيرا على المبادرات ، والتفنن في الإنفاق عليها لكن ان يحرم الضعفاء من مجرد لفتة في شهر رمضان الكريم يبقى لغزا محيرا في المدينة بالرغم من ان الرئاسة كانت اول من اتخذ المبادرة في حفل إفطار وتوالت بعده افطارات فهل العاصمة الاقتصادية فوق الرياسة؟ ولماذا لم يتم إنجاز عمل خيري أو مسابقات في القرءان الكريم او الحديث الشريف ترعاها مؤسسات اقتصادية تجسد التكافل الاجتماعي ، وتظهر بها أدوارها المتعددة في التنمية في نهاية العشرية؟
أمر غريب للغاية هو غياب أي عمل اجتماعي لهذه المؤسسات ذات الميزانيات الفلكية في العاصمة الاقتصادية بالرغم من انه بعد أقل من أسبوعين سيبدأ الزحف صوب الأحياء ، وتتحول أحزمة الفقر ومعاقله إلى خلية نحل من تنسيق المديرين والوعود غير ان ذاكرة هؤلاء ضعيفة او يريدون الاستخفاف بعقول الشعب المغلوب على أمره؟
ولم تقم مفوضية الأمن الغذائي بفتح نقاط للبيع للمواد الغذائية بأسعار مخفضة على غرار مافعلت في العاصمة نواكشوط لتزداد معاناة الفقراء ، ويكتووا بلهيب الغلاء الذي أحرق جيوبهم الخاوية اصلا في ظل تراجع للتدخل الحكومي في العاصمة الاقتصادية للفقراء فما هو السبب؟
ويبقى السؤال المحوري لماذا في العاصمة الاقتصادية لم ينظم أي إفطار ترعاه مؤسسة اقتصادية او سلطة إدارية؟ من أجل التقارب فيما بين المواطنين وإظهار انحياز للفقراء في عشرية عرفت شعار رئيس الفقراء؟ هل السبب غياب الإمكانيات ؟ ام ان حسابات السياسة والحملة هي الأهم لدى للمعنيين؟