شكل قرار المرشح الرئاسي محمد ولد الغزواني اختيار منسق ولايات الشمال بالحزب الحاكم عبدي سالم ولد الشيخ سعد بوه استعادة الحزب لزمام السيطرة في الوقت الذي راج في الفترة الأخيرة خطاب يدعو ضمنيا إلى التحلل من الحزب والانخراط في المبادرات ، واشترط الاستقلالية لتشكيل المبادرات غير ان ولد الغزواني الذي حاول التحلل من الحزب الحاكم عاد إلى احضانه تدريجيا في الحملة وتحديدا مدينة نواذيبو.
غير ان تسليم التنسيقية المركزية لأحد رموز قيادات الحزب الحاكم قد يفهم انه نوع من تهميش لمجمل أحزاب الأغلبية والمبادرات والقوى الداعمة والتي لا تتفق بالضرورة مع الحزب الحاكم ، وهو ما قد يخلق نوعا من الهواجس ، ويولد بعض ردات الفعل من هذا الطرف او ذاك كنوع من عدم الأخذ بعين الاعتبار مجمل الداعمين.
ففي الوقت الذي اندفعت بعض القوى من مجمل الاتجاهات هاهي تجد نفسها اليوم أمام راية الحزب الحاكم كقائد للكتيبة السياسية للمرشح الرئاسي في الوقت الذي توجد بعض الحساسيات من قبل بعض الداعمين لغزواني اتجاه الحزب الحاكم في السنوات الماضية فهل بالفعل سيبدأ الصراع مبكرا قبيل انطلاقة الحملة الانتخابية في واحدة من المدن التي ستشهد منافسة شرسة من قبل خصوم السلطة؟
لم يتم إشراك مجمل القوى السياسية في أطقم الحملة من مدينة نواذييو ، وأن كان غزواني قد طعمها بأحد رموز المنطقة ورءيس الجهة محمد المامي ولد أحمد بزيد لكن كان يفترض أن يجد قادة ورجالات نواذيبو أنفسهم في تعيينات حملات غزواني فقد ابعدوا بشكل كامل حتى من الولايات الداخلية على عكس ماكان يجري في الانتخابات السابقة.
إقصاء لن يمر مرور الكرام ، وقد يشعل نار الغضب في انفس الساكنة إضافة إلى تبعات العشرية ، و يستذكر المنسق الجديد ما حدث في اجتماع مركز المعرفة للجميع قبل شهر ، وكيف كانت المداخلات والرسائل التي حملوه إياها إلى قيادة الحزب من أجل العمل على فتح صفحة جديدة من أجل كسب رهان السباق الرئاسي وتحديدا في مدينة نواذيبو.
ستكون مهمة المنسق الجديد لحملة غزواني جد صعبة بحكم كونه يطلب منه ان يحتضن مجمل أحزاب الأغلبية إضافة إلى الكم الامتماهي للمبادرات إضافة إلى مجمل الداعمين لغزواني من مختلف القوى التقليدية إضافة إلى ان يمنح مكانة لرجل المدينة القاسم بلالي عمدة ونائب المدينة والذي استطاع أن يحصد 12000 صوت في انتخابات 2018.
سيواجه المنسق أيضا مرشحي المعارضة والذين يراهنون على نواذيبو وهم : المرشح بيرام اعبيدي الذي سيكون أحد المنافسين الأقوياء ، وخصوصا في معاقل الفقراء المهمشين إضافة إلى سيد محمد بوبكر المعزز بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الذي يعد أحد اهم الأحزاب المعارضة.
وليس ولد مولود بالبعيد عن المنافسة حيث يتكئ على شعبية التكتل وداعميه من أجل المنافسة في نواذيبو إضافة إلى المرشح كان حاميدو بابا الذي يستند على أحزاب الزنوج في المدينة.
وإزاء هذا الوضع يبقى المنسق الجديد لحملة غزواني أمام اختبار سياسي صعب يتطلب جهودا استثنائية من أجل كسب رهان الانتخابات الرئاسية ، وتحقيق حلم المرشح وهو تحقيق أكبر نسبة تصويت تكسر القواعد التي كانت سائدة في العقود الماضية.