شكل تواري المجلس الجهوي في ولاية نواذيبو عن الأنظار لغزا محيرا في المجلس الذي صوت له السكان آملين في ان يحمل همومهم ، ويبلغ مشاكلهم ويكون حاضرا بقوة في المشهد المحلي لكن الرياح جرت بما لا يشتهيه السكان ، وبات السؤال عن حتى وجوده في أهم وأكبر المدن بموريتانيا؟
صحيح ان طريقة التدشين للمجلس كانت غريبة حيث غاب وزير الداخلية عنه واكتفت السلطات بإرسال الوالي المساعد ، فيما تم تغييبه في وسائل الإعلام الرسمية و لم يدم سوى بضع دقائق ، وتم تقاسم اللجان كان هذا في منتصف أبريل، وبعدها انتهى الأمر فلم يظهر بعد ذلك أي نشاط للمجلس ولا حتى حضور مستشاريه في المشهد دون معرفة السبب الحقيقي.
يطرح اليوم السكان سؤالا محوريا هل مجلس بهذا الشكل قادر على ان يرفع العقيرة ، وأن يطرح مجمل التحديات؟ ام ان الحكومة قررت اغتيال حلم السكان عبر إيجاد مجلس دون ان تمنحه الوسائل، ودون ان يكون قادرا على تبوء مكانته الدستورية على اعتبار ان القانون صريح في كونه يفوق كل السلطات في المدينة.
ليس الحضور الشكلي هو مطلب السكان في التظاهرات الحكومية بل ان السكان منحوا وعودا في الانتخابات من قل المستشارين بأن يكونوا الصوت الصداح لطرح الهموم والمشاغل في مجمل الدوائر لكن الغياب الدائم والتواري المستمر لا يمكن ابدا لصاحبه ان يكون قادرا على الوفاء بالتزاماته فأين هي أعمال اللجان التي انتخبت؟ وأين هي اول اطلالة لرءيس الجهة عبر الإعلام الحكومي وحتى المستقل؟
تحديات كثيرة تواجه الجهة منذ نشأتها بدء باكراهات النشأة مرورا بتسويف الحكومة في منح كامل الصلاحيات في ظل تعدد سلط من منطقة حرة وبلدية وسلطات إدارية لكن ان يكون المجلس غير قادر على أن يثبت ذاته بعد ان انتخبه السكان فهذا يعني انه لن يكون قادرا على إنجاز وعود الحملة فأين هي الخطط العملية؟
ومن مايثير الغرابة انه لم يصدر في الشهر الأخير بعد إيجاد المقر أي تصريح لا من الجهة ولا من المستشارين في أي قضية تنموية في ظل تحديات يواجهها الريف ، ومشاريع متعطلة تدخل في أولويات وتصميم المجلس الذي يتعطش السكان إلى ان لا يكون يافطة فقط ومقر مؤجر دون فاعلية على ارض الميدان لصالح السكان في ربوع الولاية.
وتبقى هذه الأسئلة بحاجة إلى أجوبة مقنعة:
هل خيب المجلس إلى حد الساعة أمال السكان؟هل لديه الوسائل الكافية؟
لماذا اختفى المستشارون من المشهد؟ هل الأمر مقصود؟
متى ستبدا اللجان التي تشكلت العمل؟
أين هي إطلالة الجهة في الإعلام الحكومي؟
هل يتحول المجلس إلى مجرد ملحق رسمي بالداخلية؟
أين هي الوعود والبرامج التي بشر بها المجلس في الحملة؟