شكل الحضور غير المسبوق لسكان الترحيل او ما يسمى حكوميا ب"حي الوفاء" الذي أطلقته الحكومة عليه في 2010 بعد ان رحلته من مختلف احياء المدينة ، وتم الاستثمار فيه على مدى الماموريتين ، وتحول إلى قبلة الوزراء حدثا مفاجئا لكل المتابعين للمشهد السياسي في المدينة.
الأحياء التي يقطن فيها قرابة 15000 نسمة ،و صوت منها قرابة 5000 ناخب تدفقت على نحو غير مسبوق على مهرجان المرشح الرئاسي بيرام الداه مساء الأربعاء فيما وصفه الزعيم بالنصر المبين.
رسالة بالغة الدلالة للحكومة والأغلبية ومرشح الرئاسة بان الأحياء باتت أكثر وعيا ، وبالرغم من ان الرهان عليها كان كبيرا من قبل أصحاب المبادرات و تتكاثر فيها إلا ان ورقة التوت سقطت ، وكشفت عن انها برامية بامتياز او هكذا يدل حضور المهرجان فيها.
تلقى أنصار المرشح محمد الغزواني الرسالة سريعا ، ولم ينطق بعضهم ببنت شفة بعد ان ظهر ان المراهنة على حي الرءيس في الانتخابات قد تكون خاسرة بعدما حصل في مهرجان بيرام الداه الأخير في المدينة.
وأظهر المهرجان كذلك ان من يزعمون دعم النظام لم يظهر لهم وجود في الحي وأن دعاياتهم تحطمت على أيدي السكان ، واسقطوها بشكل كبير ، ورددوا خلف المرشح الرئاسي بيرام أنهم يدعمون خياراته ومقتنعون ببرنامجه فكيف سيكون التعامل مع الأحياء بعد مهرجان بيرام؟
لن يكون بإمكان أصحاب المبادرات في الأحياء إلا ان يتواروا عن الأنظار بعد ان ظهرت الحقيقة كما ان من يروجون أنفسهم أنهم نشطاء ويتحدثون باسم الحي بأن المراهنة عليهم لا قيمة لها بعد ان عجزوا عن إيقاف تدفق السكان إلى المرشح بيرام .
ومباشرة بعد مهرجان الأحياء وفي الساعات الأولى من فجر الأربعاء سارت إشاعة ان غزواني قرر إطلاق حملته من نواذيبو بعد ان استلم الرسالة من مهرجان نواذيبو وحضوره الذي فاجأ حملته في الاحياء التي كانت عنوان العشرية الماضية ، وافشلت مرشح الحزب الحاكم في انتخابات 2018 كنوع من محاولة إرباك المشهد ، ورفع معنويات اطقم الحملة في نواذيبو المنخرطين في دعم غزواني.
إلا ان المقربين من حملة غزواني يجزمون بأن ماراج لا يعدو كونه مجرد إشاعة وأن غزواني سينطلق في حملته من نواكشوط وليس نواذيبو إلا أن ضعف تواجد منسقي نواذيبو قد يكون له ارتباط بمجرد الارتباك الحاصل للآن ، وإفساح المجال أمام المناوئين لخطف الناخبين في المدينة.