سجلت استقالة الناطق الرسمي باسم الحكومة سيد محمد محم حدثا غير مسبوق في العشرية ، وأحيا ثقافة ا لاستقالات التي غابت عن الحكومات في العقود الثلاث الأخيرة والتي لم يسمع عنها منذ فترة غير ان وزير الثقافة حدد نهاية المأمورية لكي يغادر السلطة وهذه المرة باستقالة مكتوبة والتي لاتزال الأسئلة تثار حول طبيعتها وما بعدها.
وبالرغم من ان المعلن من جانب مقربي الرجل يعتبرون أن دوافع الاستقالة هي بسبب استدعاء زوجه مماجعله يقدم استقالته من اجل تمكين التحقيق من السير كما ينبغي معتبرين سلوك الوزير هو الأنسب في الديمقراطيات المعاصرة في حين يرى آخرون ان خلع الوزير عباءته الحكومية وارتداء عباءة المحاماة للدفاع عن زوجه لا يخلو من طرافة ، و يضفي طابع الغرام على القصة إلا أن سرعة قبول الوزارة الأولى الاستقالة يطرح فرضية التنسيق المسبق بين الوزير والريئس.
ليس الوزير المستقيل بالشخص العادي فهو قائد الكتيبة البرلمانية التي أطاحت بالرئيس الأسبق سيد محمد ولد الشيخ عبد الله ، وكان رأس الحربة في خلق أجواء الاحتقان من اجل ان تتوافر الشروط المطلوبة قبل ان يبنلج الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الانقلاب غداة 6 أغسطس 2008 والتي تمكن بموجبه ولد عبد العزيز من الأربع على عرش السلطة ليكون ولد محم أحد الرموز المدنية التي ساهمت في صنع الأحداث التي أفضت إلى حجب الثقة ، وأسست لوصول الرءيس عزيز إلى السلطة.
يعد ولد محم أحد الرموز التي واكبت العشرية ، وترأس الحزب الحاكم بموريتانيا ، وتبوا عديد المناصب الوزارية التي تجول فيها على مدى العشرية فكان لسان الحكومة و فارسها الأول بلا منازع قبل ان يقرر بنفسه مغادرة طوعية للمنصب على بعد أسابيع من تقديم الحكومة الحالية استقالتها فهل أحس رجل المخزن ومهندس العشرية بقرارات تطبخ في مركز صنع القرار وقرر استباقها؟ ام ان استدعاء زوجه أشعل غضبه وجعله يغادر الحكومة وهذه المرة من بوابة الاستقالة التي ام يسبق لوزير في حكومات الغشربة مجرد التفكير فبها ، ومهما يكن تشكل استقالة الوزير والناطق الرسمي باسم الحكومة حدثا لا يزال صداه يتردد ، ويحمل بين ثناياه عديد القراءات ف ياترى ماهي الخطوة القادمة؟