بعد خطابه الافتتاحي في انطلاق الحملة الانتخابية الشهير أمام سكان نواذيبو عن المنطقة الحرة وكونها مجرد مشروع لم تتوافر شروط أن يثمر شيئا ملموسا يجري الحديث الآن عن طبيعة الخطوات التي سيتخذها الرئيس المنتخب إزاء المنطقة الحرة.
ولم يعرف على وجه التحديد كيف سيتصرف الرئيس المنتخب الذي لم يعول على المشروع في برنامجه الانتخابي، وهل سيحولها إلى مجرد خلية أو مؤسسة من مؤسسات الدولة في المدينة؟
كثيرون قرأوا في خطاب الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني وبين ثنايا حديثه أن الرجل على علم بتفاصيل المشروع وتبعاته خلال الخمسية ،ويرى أولويات وشروط يجب توفيرها لعل في مقدمتها توفير المياه والكهرباء والبنى التحتية قبل الحديث عن المشروع.
المشروع الذي دافع عنه الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأرسى دعائمه، وقامت سلطة المنطقة الحرة بوضع أسس معالمه البارزة من تدشين كبريات الفنادق ،وتأهيل القطب السياحي والصيد البحري،والشبكة الطرقية وايجاد شراكات ولقاءات مع مستثمرين من دول غربية وعربية وافريقية على مدى الخمسية الأولى يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بعد أن أمضى السبع سنوات من الاستمرارية.
لكن إلى حد الساعة لم تعرف الفلسفة الاقتصادية التي ينوي الرئيس المنتخب أن يطبق على المنطقة الحرة التي يحبس العاملون فيها أنفاسهم لمعرفة الإجرءات الجديدة التي ستطبق عليهم ومصيرهم المستقبلي في ظل الرئيس الجديد؟
لكن آخرين يرون أن استمرار النهج الذي رفع في الحملة قرأوا منه استمرار المشروع والبحث عن رئيس جديد للمنطقة الحرة خلفا لرئيسها الحالي وربما يكون من الشخصيات ذات التأثير من أجل الدفع بالمشروع إلى بر الأمان وذلك باعتبار القمة العربية المنتظرة في أفق2023 في العاصمة الاقتصادية نواذيبو ، وهو مايجعلها فرصة أمام موريتانيا لاستقطاب مزيد من فرص الاستثمار الحقيقي وليس السياسي الذي لم يأت بفائدة ملموسة لصالح المواطنين الذين لم يصوتوا قطعا أو أغلبهم للرئيس المنتخب وهي رسالة يجب أن يقرأها ويحلل أسبابها.
صحيح أن الرئيس الجديد للمنطقة الحرة أمادو التجاني أتيام قطعا لن يتعدى أكتوبر القادم على رئاسة المنطقة الحرة ،وهو ماجعل انهماكه في السياسة يعطل كبريات الأسس التي رسمها سلفه المغادر محمد الداف بعد أن شرع في وضع المحاور الخمسة التي تقوم عليها الاستراتجية الجديدة التي وضعها قبيل مغادرته للمنصب إلى اخر .
لم يعد أتيام قادرا على مواصلة المشوار بعد أن تعطل العمل في المنطقة الحرة بفعل مغادرة معظم مديريها في الحملة الانتخابية والتي رمى هو بنفسه فيها دون أن يتمكن المرشح من مجرد التصدر بل سقط في المنطقة الحرة رغم خوض رئيسها للسياسة لكنها لم تثمر شيئا ملموسا على أرض الواقع للمرشح الفائز والرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني.