"عدت الى الوطن بعد الأزمة التي نشبت بين موريتانيا والسنغال في أواخر الثمانينيات ،حيث كنت أعمل مدرسة للغتين الفرنسية والعربية بمعهد الشيخ ابراهيم انياص بكولخ بالسنغال وقد مرت حياتي بالكثير من التجارب حيث جربت الحياة بمختلف ألوانها حلوها ومرها والآن كلما أنشده هو خدمة المواطنين الضعاف وعلى رأسهم ساكنة حينا "مقام ابراهيم " بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو.
بهذه العبارات لخصت السيد السالمة بنت عبد البركة الناشطة في المجتمع المدني وعضو المجلس الجهوي لولاية دخلة نواذيبو قصتها لموفد موقع نواذيبو انفو في حوار شامل تحدثت فيه بنت عبد البركة عن الجهود التي قدمتها لحيها المتواضع الذي يوجد في الخاصرة الغربية لحي الحنفية الرابعة .
و كشفت بنت عبد البركة في حوارها مع موقع "نواذيبو انفو" عن ما قالت إنها انجازات حظي بها "حي مقام ابراهيم " منذ أن كان حيا عشوائيا (كزرة) وإلى أن تم تخطيطه دون ترحيله وكانت هي تقف وراءها بفضل الدعم الهائل الذي قدمتها السلطات الإدارية أنذاك وعلى رأسها الوالي السابق محمد فال أحمد يورة والمنسقية الجهوية للمرأة السابقة السيدة زينب محمدو ورجل الأعمال ورئيس اتحاد "موكا" السابق محمد محمود عبد القادر .
و ما تزال هذه الإنجازات متواصلة في ظل السلطات الحالية وعلى رأسها الوالي الحالي الذي قالت آنه يقف وراء انتخابها في المجلس الجهوي وكذلك حاكم المقاطعة الحالي.
وقالت بنت عبد البركة إنه بفضل جهودها التي كانت بدافع حب خدمة المواطن البسيط والتألم لحاله وحرصا منها على إعطاء صورة مغايرة مفادها أن المواطن يمكن أن يحقق مطالبه بدون اللجوء للمظاهرات والاعتصامات وفق تعبير بنت عبد البركة .
وقالت بنت عبد البركة إن حي "مقام ابراهيم" الآن يتمتع بالكهرباء وحانوت لأمل ومدرسة وشبكة مياه جاهزة للتشغيل خلال أيام تولى تكاليفها رجل الاعمال محمد محمود عبد القادر بعد أن كان حيا تحاصره القمامة من كل مكان وقد اطلعت بنت عبد البركة "نواذيبو-انفو" على كل هذه الانجازات من خلال تسجيلات تحتفظ بها كدليل ملموس على الانجازات وفق تعبيرها.
لكنها قالت إن الحي ما زال ينتظر الطريق المسفلة (كدروه) الذي من شأنه أن يفك العزلة عن الحي ويجعل حركة النقل إليه انسيابية بدل صعوبة ولوج السيارات اليه وخصوصا سيارات الأجرة مما يسبب معاناة كبيرة لسكان الحي وفق تعبير بنت عبد البركة .
ولم توفت بنت عبد البركة فرصة حوارها مع موقع نواذيبو انفو دون أن تعرب عن تذمرها من سوء التعاطي مع حيها (مقام ابراهيم ) بالمقارنة مع أحياء الترحيل التي نالت حصة الأسد من الخدمات رغم أن حيين من الترحيل يتكونان من جيوب الصفيح التي كانت في حي "مقام ابراهيم " يوم كان عشوائيا .
كما لم يخل حوار نواذيبو انفو مع السالمة عبد البركة من سرد بعض المواقف الطريفة والحزينة التي صاحبت مسيرتها في حياتها الخاصة والعامة وقد شاركها زوجها الشيخ ولد الزامل في ذكر بعضها .
ومن المواقف الطريفة والمعبرة يقول زوج بنت عبد البركة أنها تنازلت عن قطعتها الأرضية إبان التسجيل لتخطيط الحي لصالح أسرة شديدة العوز والفاقة استغربنا في البداية لكننا شعرنا بالفخر حيال هذا التصرف الانساني النادر يقول الشيخ ولد الزامل .
وذكر أيضا إن شاحنة محملة بأطنان من السمك أرسلتها السلطات لتوزع على الحي واشترطوا حضور السالمة لعملية التوزيع وكانت غائبة واستغرقت الشاحنة وقتا طويلا رابضة أمام المنزل مما تسبب في ازعاجنا بالروائح حيث كانت الشاحنة تقف على باب المنزل وأخيرا جاءت السالمة وتم توزيع السمك وتنفسنا الصعداء يقول الزوج .
ولم يخل اللقاء من مرور السالمة على محطات حزينة في حياتها ومنها أنها فقدت أبناءها جميعا وأنها تحتسبهم عند الله تعالى كما لم تخف خلفيتها التصوفية فهي من اتباع الطريقة التيجانية المعروفة التي تقول إنها هي أغلى ما تملك وأنها أكبر محفز لها على الحياة .
هذا وتم مؤخرا انتخاب السالمة بنت عبد البركة عضوا بالمجلس الجهوي لولاية دخلة نواذيبو وفي أول دورة للمجلس تولت رئاسة لجنة الشباب والثقافة .