تشرئب أعناق ساكنة العاصمة الاقتصادية نواذيبو إلى القصر الرئاسي يوم الخميس القادم والذي سيستلم فيه الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني مقاليد الحكم في البلاد.
استلام يجعل السؤال المحوري مطروحا بإلحاح مع كيفية التعامل مع تركة ثقيلة خلفها رفيق دربه المغادر طوعا السلطة في العشرية على مستوى مدينة الثروة والمال بموريتانيا.
سلسلة تحديات وملفات في انتظار الرئيس المنتخب بعيد استلام السلطة تحتاج إعادة النظر والتمعن لمعرفة كيف ستتم معالجتها فهي تركة وارث ثقيل انعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين ،وطرح أكثرمن سؤال وخصوصا في المدينة.
ملف الصيد...
يشكل ملف الصيد أحد أكبر الملفات العالقة في المدينة باعتبارها مدينة الصيد في البلاد ،ويعاني القطاع من جملة أزمات أثقلت كاهل العاملين فيه، وأربكت المستثمرين وتراكمت عليهم الخسائر بشكل لافت تسببت في افلاس بعضهم فيما لايزال ملف التسويق مطروحا بإلحاح.
قطاع يسهم في تزويد خزينة الدولة بمليار دولارغيرأنه بات يواجه تحديا حقيقيا بعد أن ارتفعت الأصوات بضرورة تدخل سريع للدولة وتنقيته وفرض السيطرة عليه وإنهاء سيطرة الخواص عليه وتحديدا قطاع الصيد التقليدي.
يرى الصيادون أن أول خطوة هي بناء مصانع للتبريد تملكها الدولة لكسر هيمنة الخصوصيين ، ومرتنة التصنيف ، وفرض وسائل السلامة ،والعمل على ايجاد سياسة تسويقية فعالة تأخذ بعين الاعتبار الصيادين وتنتشلهم من سيطرة الخواص وتوفر التمويل المطلوب لهم.
وعلى مستوى الصيد الصناعي يطرح إشكال تجديد الأسطول الوطني ، وإعادة النظر في الاتفاقية الجماعية للشغل، وزيادة رواتب البحارة ومساواتهم على الـأقل بالبحارة الأروبيين الذين يتقاضون 1200 دولار.
ويرى كثيرون أن الرئيس المنتخب مطالب بعقد أيام تشاورية حول الصيد لرسم معالم استراتجية جديدة بمشاركة مجمل الفاعلين والنقابات على غرار تلك التي تمت صياغتها في 2006 ووضع حد لشركة الصين "بولي هوندونغ" وشركات الأتراك.
ملف المنطقة الحرة...
من التركة الثقيلة التي تركها الرئيس المنصرف المنطقة الحرة والتي اعتبر الرئيس المنتخب في الحملة أن السكان متعطشين لنتائجها في الوقت الذي لم يلمس لها أثر في التشغيل.
غير أن المتابعين يعولون على الرئيس المنتخب في أن يسمح بعبور السيارات والملابس المستعملة (رباخه) من أجل انعاش التنمية ،وخلق فرص عمل لشباب نواذيبو العاطلين عن العمل.
كما يتوقع المتابعون أن يقلص الرئيس المنتخب من صلاحيات المنطقة الحرة بحيث تتحول إلى إدارة عمومية بها دراسات على أن تسترجع بعض الصلاحيات إلى الذين سحبت منهم أصلا.
ملف المظالم...
خلفت عشرية الرئيس محمد ولد عبد العزيز رزمة من أصحاب المظالم والذين غادربعضهم دنيانا الفانية فيما لايزال البعض يتشبث ببصيص أمل في اشراقة فجر العدالة وبزوغ شمسه.
ملف الجرنالية العالق والذي انتظره المئات من العمال الذين فصلوا بشكل جماعي في يوليو2017 جهارا نهارا، ولم يتم انصافهم،ومايزال بعضهم يحلم بالإنصاف والعدالة.
الملف الشائك والعالق والذي يوجد الآن في أروقة الوزرات والإدارات ولم يشفع لأصحابه ضعفهم ولا ظلمهم البواح في الإنصاف.
ملف الشغيلة والتي يوجد العشرات من الملفات التي لم تتم تسويتها وليس عمال خفر السواحل 318 عنا ببعيد بعد أن فصلوامن عملهم دون سابق انذار،ولازال بعضهم يتسكع في الشوارع ويندب حظه العاثر.
ملف العقارات هو الأخر فيه مافيه من الظلم حيث أن العشرات من المواطنين سلبت قطعهم الأرضية فيما حرم أصحاب الفاصلة وضحايا تسويف ملف العشوائيات بالمئات في المدينة.
ملف البئية ...
تنتظر الرئيس المنتخب ملفات بيئيية متعددة في طليعتها انبعاثات دقيق السمك المعروفة محلياب"موكا"والتي نغصت حياة المواطنين،وحرمتهم من هواء نظيف طيلة العشرية.
الملف الشائك والغامض لم يحسم في العشرية بالرغم من الصيحات المتكررة والمظاهرات المتعددة، وحديث الإعلام والمنتخبين إلا أنه هزم الجميع بمن فيهم الرئاسة التي لم تنقل المصانع وبقي أصحاب المصانع هم الأقوى.
وبالرغم من الجهود التي بذلت في السنتين الأخيرتين من قبل الولاية والمنطقة الحرة فقد ساهمت في تخفيف الروائح وتقلصها تدريجيا لكن مع بقاء المصانع موجودة تمارس عملهابالشكل المطلوب.
وتبقى الأمال معقودة على الرئيس المنتخب في أن يعيد النظر في المصانع وأن يتخذ قرارا بنقلها نهائياعن قلب المدينة لكي يكتب له الإنجاز.
ملف الخدمات...
ينتظر الرئيس المنتخب ملف غاية في الأهمية ويتعلق بتردي الخدمات الأساسية في العشرية حيث تحول انقطاع المياه إلى علامة مميزة في المدينة ،وكذا انقطاع الكهرباء.
استمرار تردي الخدمتين نغص حياة السكان ، وأثار الكثير من الاستفهامات في أن تكون عاصمة الثروة والمال عطشى وتنقطع فيها الكهرباء دون تسوية للملف واستمراره.
ورغم تدشين الرئيس المنصرف لمشروع تحلية مياه البحر إلا أن انقطاعات المياه ظلت دائمة وشبه يومية في الأحياء فيما تأتي المياه للشهرمرة واحدة في الأحياء الشعبية.
ملف السياسة..
يرث الرئيس المنتخب وضعية سياسية معقدة من خلفه في المدينة حيث أنه شخصيا سقط في الانتخابات وخسر الصدارة.
وضع سياسي بالغ التعقيد وهيئات حزبية للحزب الحاكم شبه ميتة بشكل سريري مما يفرض على الرئيس المنتخب التفكير في تقوية جناحه السياسي لمواكبته لتفادي ماحدث لرفيق دربه الذي ظلت المدينة بعبعا يؤرقه سياسياوخسر أكثر من مرة في المدينة.
ليس أمام الرئيس المنتخب سوى اختيار ساسة من الطراز الرفيع من أجل تنشيط المرحلة القادمة،واحداث قطيعة مع النهج السابق ، ومنح عناية لمن يملكون شعبية وأثبتت التجربة ذلك.
سيد ابراهيم ولد الداه