نظمت القنصلية المغربية بداخلت نواذيبو حفل عشاء على هامش الاحتفال بذكرى عيد العرش الذي يؤسس لاعتلاء الملك محمد السادس لعرش المملكة.
وبهذه المناسبة فقد أقام القنصل العام محمد السعداوي حفل استقبال للسلطات و المنتخبين وأعيان المدينة وصحافتها شخصياتها البارزة بمباني فندق وازيان كانصادو.
وفيما يلي خطاب القنصل العام للمغرب محمد سعداوي
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
سعادة السيد والي داخلت نوذيبو
السيدات والسادة ممثلي مختلف السلطات المدنية والعسكرية والمنتخبين وأعيان الولاية
زملائي قناصلة الدول الشقيقة والصديقة
اخواني واخواتي افراد الجالية المغربية المقيمة بولاية داخلت نواذيبو بوطنها الثاني الجمهورية الاسلامية الموريتانية
حضرات السيدات والسادة
تحل اليوم الذكرى العشرون لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله وأيده ، عرش أسلافه المنعمين ، والشعب المغربي يستحضر بأسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، قوة ومتانة الالتحام المكين الذي مافتئ يجمعه بالعرش العلوي المجيد ، على امتداد جميع مراحل بناء صرح مملكة الرخاء والازدهار وأهم المنعطفات الحاسمة والمواقف الصعبة من تاريخ الامة.
والشعب المغربي إذ يخلد هذه الذكرى الحافلة بالدلالات ةالحمولات التاريخية الوازنة ، .يجدد تأكيده على متانة رابطة البيعة الشرعية ، من خلال استحضار بعدها الديني القائم على التعاليم السديدة للدين الاسلامي الحنيف ، وتشبثه الراسخ بتخليد هذا العيد الوطني المجيد جريا على العادات والتقاليد العريقة للمملكة المغربية .
وفي غمرة الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية العظيمة التي تؤرخ لاعتلاء أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ، عرش أسلافه الميامين يوم 30 يوليوز 1999 ، يسترجع المغاربة أهم النضالات والملاحم الجهادية الخالدة التي خاضها كل من جده جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما ، جنبا إلى جنب مع أبناء الشعب المغربي ، تمهيدا لقيام صرح مغرب الحرية والانفتاح والتقدم بجميع أوجهه الاقتصادية والثقافية .
كما يتيح الاحتفال بهذه المناسبة المجيدة فرصة لاستحضار ما حققه المغرب من إنجازات بقيادة جلالة الملك ، والتي بدت أول تجلياتها في إصلاح الحقل السياسي وتطوير الآليات الديمقراطية ، وإيجاد دينامية سياسية متجهة نحو التحديث المستمر ، وتجديد النخب السياسية المدعوة إلى إدارة الشأن العام .
كما ساهمت الإصلاحات الاقتصادية الجريئة والمجهودات التي تم تبنيها في مجال تدعيم مرتكزات التقدم من الانخراط في مسار تنموي قوي أفضى إلى وضع الاقتصاد لمغربي على الطريق الصحيح ، وتحقيق نجاحات هامة سواء على مستوى البنيات الأساسية الكبرى ، كالموانئ والمطارات ، وتعزيز الشبكة الطرقية ، والتدبير الأمثل للموارد المائية ، وإطلاق مشاريع تطوير النقل ، والنقل الحضري ، والتنفيذ التدريجي للإسترتيجيات القطاعية .
وهو ما مكن من مواجهة الصعوبات سواء تلك المرتبطة بالإكراهات الداخلية أو تلك التي فرضتها الظرفية الاقتصادية الدولية وقد مكنت سياسة الإقلاع الاقتصادي التي ينفذها المغرب ، من إثارة اهتمام المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية ،
كما أنها رسخت مكانة المملكة كوجهة مستقرة وجذابة ودينامية بالنسبة للمستثمرين ، ويدل ذلك على مستوى وحجم المجموعات الدولية المتواجدة اليوم بالمغرب ، وحجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تدفقت على المغرب خلال السنة الماضية .
كما أن البيئة الاقتصادية المتطورة للمغرب سمحت بتبني سياسة طموحة في سياق علاقاته الاقتصادية مع محيطه ، من خلال التوقيع على العديد من اتفاقيات التبادل الحر واتفاقيات الشراكة التي سمحت للمغرب بتنويع شراكاته الخارجية مع تعزيز الروابط الاستيراتيجية مع الشركاء التقليديين للملكة ، وقد حرص المغرب كذلك على مواصلة تعزيز تعاونه وشراكاته على المستوى الثنائي مع البلدان الافريقية عبر آلية التعاون جنوب جنوب ، وظل المغرب دائما على أستعداد لتقاسم تجربته وخبرته مع كافة الدول الافريقية .
كما أن القارة الافريقية شكلت فضاء خصبا لإنجاز العديد من المبادرات الخلاقة ، التي كان لها الوقع الايجابي والفعال فيما يخص التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في هذه البلدان .
وقد شملت هذه المبادرات انجاز العديد من المشاريع الهيكلية الكبرى في قطاعات مختلفة ، كالبنيات التحتية والفلاحة والصحة والتعليم والتكوين .
لقد شكلت ولاتزال التنمية الاجتماعية محور اهتمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس باتخاذ عدد من المبادرات الفريدة لإعادة هيكلة المجتمع من خلال رد الاعتبار للأسرة وتكريس ثقافة حقوق الانسان ، وثقافة المواطنة ، وسياسة القرب والمشاركة ، وتحديث القضاء ، وترسيخ التضامن الاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على جميع أشكال الفقر والإقصاء الاجتماعي .
وعلى المستوى الدبلوماسي ، تواصل المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، مشاركتها الفاعلة في قضايا العلاقات الدولية بفضل مصداقيتها وجديتها المشهود بها ، واعتمادا على سياسة خارجية مبنية على الحوار وقيم السلام وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتضامن البناء وإعلاء قيم الحوار .
بهذا يكون الاحتفال بعيد العرش لهذه السنة له خصوصية مميزة ، بسبب ماعرفته السياسة الخارجية المغربية من دينامية وتحولات ، أبرزها الزخم الذي ميز العودة التاريخية للمغرب إلى الاتحاد الافريقي في شهر يناير 2017 وهي العودة التي لقيت ترحيبا افريقيا ودوليا لافتين ، مشيدين بمبادرات المغرب القوية من أجل تنمية القارة وهو الشيئ الذي يعكس مدى الثقة والمصداقية التي تحظى بها المملكة في محيطها الإقليمي والدولي .
إن شعبا كالشعب المغربي يؤمن بأن مجد ملكه من مجده ، جدير بتاريخه في الماضي وخليق بحاضره الزاهر ومستقبله المشرق الوضاء ، ليرى في عيد العرش مناسبة وطنية عظيمة تهتز فيها المشاعر ، لأن هذا العيد يجسد وحدة الأمة المغربية ويستحضر أمجادها السعيدة وتقاليدها المجيدة الزاهرة وأصالتها الرائدة ، ومحطة يحرص فيها المغاربة وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس على التأكيد على قدسية الوحدة الترابية للمملكة.
سيداتي سادتي ،
في الوقت الذي يخلد فيه الشعب المغربي الذكرى العشرون لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين ، موازاة مع ذلك فالاستعدادات جارية بالشقيقة موريتانيا لتنظيم مراسم حفل تنصيب الرئيس المنتخب فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي نعرب لفخامته عن أصدق التهاني وأطيب المتمنيات له وللشعب الموريتاني الشقيق بمزيد من الرقي والتقدم والازدهار.
إن مشاركة الشعب الموريتاني الشقيق ، للشعب المغربي احتفاله بهذه الذرى الغالية ، هو دليل على ما يكنه من احترام وتقدير للمملكة المغربية ملكا وشعبا ، وهو ما نقدره لكم ونعتز به ، كما هو تجسيد لمدى متانة وقوة تجذر العلاقات التاريخية والمتميزة القائمة بين الشعبين الشقيقين ، وحرص قائدي البلدين على الرقي بهذه العلاقات والأواصر الأخوية إلى ما يتطلع إليه الشعبين الشقيقين الجارين ، ولابد من التنويه هنا بالوفد الرسمي الموريتاني الرفيع المستوى الذي حل بالمغرب شهر يونيو المنصرم للمشاركة في النسخة الخامسة عشرة لموسم طانطان بصفة ضيف شرف وذلك بناء على الروابط التاريخية والثقافية والفنية والجغرافية التي تجمع المملكة المغربية بالجمهورية الاسلامية الموريتانية ، وبحث البلدين الجارين عن تجديد تلك الروابط ،
وجريا على العادة ، لايفوتني بهذه المناسبة دون أن أنوه بممثلي السلطات المدنية والعسكرية بولاية داخلت نواذيبو وكذا المنتخبين والوجهاء وأعيان المدينة ، الذين لايدخرون جهدا من أجل النهوض بمستوى هذه العلاقات الأخوية .
الشكر الجزيل موصول إلى رجال الصحافة والإعلام ، على مجهوداتهم المحمودة في إبراز كل ما من شأنه تمتين أواصر الأخوة بين هذين البلدين الشقيقين .
سيداتي و سادتي ،
أود أن أتقدم بالشكر الجزيل كذلك إلى جميع أفراد الجالية المغربية المقيمة بولاية داخلت نواذيبو في بلدها الثاني الجمهورية الاسلامية الموريتانية الشقيقة مؤكدا حرص واستمرار القنصلية العامة في التجند التام ، وكما جرت عليه العادة ، لمواصلة الاحتفاء بأبنائها والانصات لهم والتفاعل مع مبادراتهم ومقترحاتهم مع الحرص الشديد على تحسين التواصل والتعامل معهم ، وتقريب الخدمات منهم ، واحترام كرامتهم وصيانة حقوقهم ، وندعوهم في المقابل إلى الاستمرار في الحفاظ على مايتمتعون به من احترام وتقدير ورعاية فائقة وسمعة طيبة ، مؤمنا بسعيهم الحثيث كي يعكسوا الصورة الطيبة والمشرفة لبلادهم والمساهمة في التعريف بما يزخر به وطنهم من تنوع ثقافي وفكري .
وفي الختام ، يطيب لي أن أتوجه بالشكر الجزيل للحضور الكريم على تلبية الدعوة من أجل مشاركتنا الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب كل المغاربة .
عاشت الأخوة والصداقة الموريتانية المغربية
دامت الأفراح والمسرات للشعبين الشقيقين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.