يعد تهميش و إقصاء أماكنَ و مجتمعاتٍ بعينها رغم تأثيرها و ثقلها السياسي و وزنها الإنتخابي الكبير أمر سائر الحدوث -و أقولها بملء فاه و خاصة أننا في زمن كثر فيه الظلم و الحيف و المحسوبية و الزبونية و الجهوية، هذا بالإضافة لإذكاء النعرات القبلية و نفث سموم الفتن بين الناس ساعد في ذلك تشرذم المجتمعات بفعل أفراد منها همهم الوحيد إفشاء الحقد و الكراهية كل ذلك من أجل إقصاء إخوة لهم في الدين و العرق و النسب و دأبوا على هذا المنوال و مازالوا عليه- و حرمانها من الإشراك في الحكومة الجديدة رغم أن أهلها كانوا شبه متأكدين من إشراكهم في أول وهلة ليتفاجؤوا بخروجهم من التشكيلة الوزارية بشكل كامل، مع العلم أنهم إستماتوا كثيرا في دعم الرئيس المنتخب و دافعوا عنه بإستماتة فلم تشفع لهم تلك الخدمات المجانية التي قدموا فيها
الغالي و النفيس سبيلا في إنجاحه، و عليه أقول لهم أن (لا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتيٰكم) لأن الكائن البشري بطبعه لا يعول عليه كثيرا لأنه كلما ضحيت من أجله أو أعطيته أو وهبته أكثر زاده ذلك غلظة عليك و إستخفافا، و تلكم خيبة أمل منيتم بها و ثمنا باهظا دفعتموه للولاء الأعمى و الإندفاع الغير مبرر لكنها أيضاً تجربة بالغة الأهمية و حصادا قطفتموه في حينه لكي يعتبر منكم العاقل الحكيم و يأخذ عنه من إدَّكر بعده فلا يغرنه مخلوق مهما كان نوعه، و أسفي على ما حصل لكنني كنت على يقين من الأمر لأنني لست ممن يبنون أحلامهم على المجهول.
و كما هو ملاحظ في أول حكومة حسب المشاع بأنها منتقاة حيث روج لها و لمع أهلها، إلا أنها من وجهة نظري جاءت عكس ذلك حين إعتمدت فيها سياسة إعادة التدوير لشخصيات منتهية الصلاحية لكونهم أفسدوا أكثر مما أصلحوا و لن يصلحوا إذا أبدا، و كما ترون أن هنالك أشخاصا خارقي العادة لا يمكن الإستغناء عنهم لسبب أو آخر لأنهم يعتبرون الصندوق الأسود للقصر لذا فلن تفقدوهم في أي تشكلة قادمة، في حين تم إقصاء آخرين بقصد و عن سبق إصرار و تصفية لحسابات قديمة لم تتجاوز و عليه فلا تتعبوا أنفسكم و عودوا لمحاظركم و مدارسكم لتحصيل العلم، و نموا مواشيكم و أبتكروا حلا لأزمات العلف و أستثمروا بكادركم البشري و ذلك بالصرف على أبنائكم للدراسة خارخ وطنكم المغتربين فيه و كونوا على يقين بقطف ثمار ذلك و لو بعد حين، و دعوا النفاق و التزلف للأنظمة المتعاقبة لمن هو أهلا لذلك و أمضوا في طريقكم و أصبروا على خمس عجاف هن أخوات لسابقاتهن و حاسبوا أنفسكم و عودوا لرشدكم..
ألا هل بلغت.
#خيرها_في_غيرها
#حكومة_معاد_تدويرها