تمكنت اللجنة من الوطنية لحقوق الإنسان للمرة الأولى من فتح حصن أكبر امبراطورية للصيد في العاصمة الاقتصادية ظلت محكمة الإغلاق، ومنع البرلمانيون والصحفيون وحتى الوزراء من الولوج إليها فيما تم تزويدها بفرقة من الدرك.
كان يوما استثنائيا هو يوم 22 أغسطس 2019 حيث دخلت اللجنة برئاسة الأستاذ أحمد سالم بوحبيني وزميله أحمد الصديق بمعية بعض الصحفيين في المدينة وقناة المرابطون.
كان الدخول يحتاج من الصحفيين أن يهرولوا لكي يلحقوا بالوفد لتوثيق اللحظة الأولى منذ انتهاء العشرية ، واشراقة الحكم الجديد.
كان على الوفد الحقوقي أن يتجول في أحد أركان الإمبراطورية ،ويقطع مسافة طويلة لكي يصل إلى مكتب الإجتماع الذي كان شديد الحرارة قبل أن يوقد الصينيون مكيفات علها تلطف قليلا الأجواْء
تحدث ولد بوحبيني عن الحقوق وثقافتها وترقيتها للممسكين بزمام الإمبراطورية حوالي نصف ساعة ،واستمع منهم لبعض الإيضاحات مع نظرات استغراب وكأن لسان حاله يقول "لقد ذبحت حقوق الإنسان وودأت هنا".
طلب الممسكون بالمؤسسة من اللجنة مرافقتهم في مجمل أركان الإمبراطورية والذي استغرق طويلا.
أساطيل مكتملة ، وأرصفة بحرية ،ومصانع وعمال مخازن وأحدث التجهيزات داخل المؤسسة الضخمة حيث اطلع الوفد وتجول وسط شبه مضايقة للعمال وابعادهم عن واجهة الوفد وخوف بعضهم الذي ولى هاربا أمام اللجنة من شدة الخوف.
ولج الجميع إلى المخازن الضخمة حيث الكم الفائض من الثلج، والإستثمارات بالمليارات، ولم يسبق أن فتحت وقد حاول الممسكون تفادي دخول اللجنة غيرأنها فرضت أن تدخل.
تجهيزات تكشف حجم الإستثمار والمبالغ المرصودة حيث كل شيئ يتم المعالجة والتغليف والتصنيف وحتى الشحن والتصدير في الوقت الذي اكتفت المؤسسة بكل وسائلها دون غيرها.
بدا كل شيء لايشعرك بوجودك في موريتانيا بل في الصين ، شعارات بالصين وحتى اعلانات وتعميمات بالصينية تتجول وأنت تشعر أنك بالفعل في الصين ولست في العاصمة الاقتصادية.
طلبت اللجنة إحضار العمال بعد أن لم تلتقهم فعادوا إلى احدى القاعات،وتم استجلاب بضع أشخاص من بينهم سيدات في الوقت الذي وعدت الشركة في دفتر التزاماتها بتشغيل 2500 عامل.
شرح رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أهمية الحقوق وكونها مهمة قبل أن يفسح المجال أمام المتدخلين فلم يستطع أي أحد من العمال النطق ببنت شفة ماعدا عامل واحد كسر جدار الصمت.
صدح العامل قائلا :أتحدث عن نفسي فقط ليس لدي حذاء وأنا أعمل في مؤسسة وهويرتعد قبل أن يطرق الباب عامل فيشير إليه المدير الصيني أن عد فنفذ الأوامر سريعا.
فيما طرحت عاملة مشكل اختلاط المراحيض داعية إلى الفصل بين مراحيض النساء والرجال وهو مالا يقيم له الصينيون وزنا.
بدت الصورة أكثر وضوحا لرئيس اللجنة ،ورأى بأم عينيه كيف تنتهك الحقوق وتغتال على بوابة السور العظيم الذي شيده الصينيون في نواذيبو،وهو مابدا في نبرة تصريحاته قائلا : إن احترام حقوق الإنسان ضروري.
تقرأ في ملامح ونظرات رئيس اللجنة ومايحمل من مظالم وفرضه فتح السور العظيم الذي أعجز الوزراء والصحفيين والنقابيين في أن للرجل بصمة لاشك في أن ينحي العملاق الصيني أمامه.
رسالة اللجنة لخصها رئيسها في أنه لا أحد فوق القانون وهي رسالة بالغة الدلالة في ان جديدا سيطرأ ،وأن صفحة جديدة ستفتح بعد أن كان سباقا في كسر الصمت وادخال الكاميرات والصحفيين.