كشف العديد من الصحفيين في مدينة نوذيبو عن واقع الحقل ،ورووا بكل خيبة أمل وحسرة كيف يعيشون في عاصمة الاقتصاد والثروة.
حديث الصحفييين جاء على هامش زيارة أداها رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بمقر فرع نقابة الصحفيين الموريتانيين بالمدينة.
وقدم رئيس الفرع سليمان محمود لله واقع القطاع والعريضة المطلبية،داعيا إلى اكتتاب المتعاونين في الاعلام الرسمي والحر ،ومشيرا إلى ضرورة تحسين واقع القطاع.
ألم ومعاناة...
بدوره عضو نقابة الصحفيين مصطفي السيد كشف ماسماها ب"الإنتهاكات" بحق المتعاونين الذين سخروا ربيع أعمارهم لخدمة الإذاعة ، وعشقوها غير أنها لم تكن بهم رحيمة وحرمتهم أبسط حق وهو الاكتتاب.
وقال ولد السيد إن رحلته مع الإذاعة بدأت منذ نهاية التسعينيات غير أنه إلى الأن لم يتم ترسيمه ،ويعيش وضعية بالغة الصعوبة،متهما مديرين سابقين للإذاعة بعدم انصافه وحرمانه من الاكتتاب.
وروى ولد السيد - وهوأحد الأصوات الإذاعية الرائعة- ألوانا من المعاناة قائلا إن المرتبات التي يتلقاها لاتسمن ولاتغني من جوع في الوقت الذي ألحق الظلم البواح الذي تعرض له الضرر النفسي به وزملاءه.
ولم يغفل ولد السيد الحديث عن معاناة الراحل والصحفي عثمان أحوبيب الذي غادر الدنيا الفانية ولم يحصل على حقوقه لتبقى في دينا رقبة إذاعة موريتانيا.
وتحدث الصحفي بحرقة وألم كبيرين شدا انتباه رئيس اللجنة أحمد سالم ولد بوحبيني وأنصت بشكل جيد لقصص الألم التي يندى لها الجبين لأحد رموز الصحافة في الإذاعة حرم من مجرد الاكتتاب رغم قدراته وتجربته ووعود المديرين المتعاقبين وحتى الرئيس المغادر محمد ولد عبد العزيز.
استرقاق وتهميش...
بدوره عضو المجلس النقابي محمد سوله اعتبر أن الصحافة المستقلة في نواذيبو في وضعية استرقاق واضحة ولاغبار عليها.
وقال ولد سوله إن الصحافة المستقلة توصد أمامها الأبواب، وتحجب عنها المعلومة ،وتحرم من الأشهارالذي تقسمه المؤسسات العمومية بشكل زبوني حسب ماتشاء.
وأضاف قائلا : وحتى في الزيارات الرئاسية تجلب الصحافة من نواكشوط وتبقى الصحافة المحلية في خبر كان.
وندد ولد سوله بغموض المعايير المتبعة من قبل القائمين على صندوق دعم الصحافة واصفا إياهم بنادي الـأصدقاء وكيف يتباين الدعم رغم عدم تساوي المؤسسات الصحفية فالمتقدم يجد أقل من المولود قبل شهور.
بدوره الزميل سيد ابراهيم ولد الداه تساءل عن السر في أن يكون المسؤولون الحكوميون يعتبرون الصحافة المستقلة "بعبعا(كوكوه) يخشون منه ولايتعاطون معه.
وعلق قائلا " تصوروا معي طيلة العشرية الماضية لم يسمح لصحفي مستقل بدخول المطار لتغطية زيارة رئيس الجمهورية؟ والنشاطات عند الوزارات لاتعترف بالصحافة المستقلة بل بالإعلام الرسمي فقط.
بدوره الزميل الحسين كاعم أشاد بجهود الصحافة المحلية، واعتبرأنها قدمت تضحيات جسام تستحق الإعتراف والإشادة.
أما رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان فقد اعتبر أنه استمع إلى ماأثير وسيبحثه مع الجهات المعنية وسيتابعه بجدية.