عرفت المواجهة القوية بين مصنع "كينز مينينغ" والمناوئين له من أهل الشامي حربا ضروسا هي الأشرس في تاريخ المدينة الحديثة ، وامتد صداها ليصل إلى الرئيس محمد الغزواني.
نقطة البداية كانت مع اقدام المناوئين للمصنع على تحطيم أساساته مساء السبت قبل أن يقوم الأخير برفع دعوى قضائية ضدهم قادت إلى توقيف 14 شخصا دفعة واحدة من قبل الدرك في الشامي
توقيف فيما يبدو أنه كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وأشعلت الغضب الشديد في أوساط الساكنة التي هرعت إلى الوالي وبدأ في التحركات من أجل عرض القضية عليه ، وشرح تطورات الخطوة وسط مهادنة من قبل السلطات المحلية التي فيما يبدو أنها لم تقحم نفسها ووقفت على مسافة حيث بقي المحتجون في ساحة دار الشباب 3 أيام دون أن تستخدم ضدهم القوة في التفريق،واكتفت الشرطة بمرافقتهم عن بعد.
كثيرون قرأوا في الخطوة التي أقدمت عليها السلطة المحلية في أصعب اختبار لها منذ وصولها هو فهم طبيعة الإحتجاج ، والتعامل بحذر بالرغم من تحريض بعض المحتجين في بعض وسائط التواصل الإجتماعي لكن السلطة فيما يبدو غضت الطرف ، وأرادت حلحلة الأزمة وانهائها دون أن تصب الزيت على النار في مثل هذا الملف
كان ساحة دار الشباب شاهدة على أول احتجاج صباح الأحد ، وإعلان المغاضبين الإنتفاضة ضد المصنع قبل أن تتجدد بشكل أكبر صباح الإثنين ، ورفع من حدة اللغة اتجاه المصنع في الشامي.
وكانت النسوة اللئي عرفت ب"الماجدات" بمثابة القاطرة التي تقود الحراك ، وتبث فيه روح الحماس حيث خطفت الناشطة زينب حسن الأنظار في الحرك وكانت الأكثر تميزا من خلال مداخلاتها ، وشرحها المستفيض لأضرار المصنع واعتبار أنه مسألة حياة أو موت للساكنة فليعتقلوا كيف شاءوا فقد حسم السكان قرارهم.
وكان صباح الثلاثاء قويا حيث تجمهر المناوئون لمؤازرة الموقوفين أمام العدالة ومواكبتهم أولا أولا من أجل الاطلاع على حالهم والإعتصام قبالة دار الشباب من صباح الثلاثاء إلى فجر الخميس.
لكن مساء الثلاثاء حمل انتقال عدوى الاحتجاجات إلى الشامي وقيام غاضبين باضرام النار مجددا في الأكواخ وسط توتر شديد وغضب متزايد في أوساط السكان والمواكبة المستمرة من الميدان في نواذيبو.
وفي نفس المساء من يوم الثلاثاء تم إخلاء سبيل الموقوفين وسط فرحة عارمة وزغاريد في أوساط المرابطين أمام دار الشباب بعد ما اعتبروه نصرا مؤزرا ومتابعة مايجري في الشامي بعد توقيف 6 من الضالعين.
غيرأن يوم الأربعاء حمل دخول شخصيات من رموز نواذيبو الذين قابلوا الرئيس الموريتاني محمد الغزواني وبعدها بساعات صدرت الأوامر بتوقيف المصنع وهو ماشكل فرحة عارمة في أوساط المرابطين أمام دار الشباب.
وكانت النهاية تنظيم أمسية الختام التي حملت رسائل سياسية وفرحا وهيستريا في أن مطالب الشعب لا بد من أن تنتصر وأن صوت الحق يعلو كما هو تعبير أحد الناشطين بميلاد ما سمي بحماة نواذيبو.
أثار الحماة مطالب أعلنوا أنهم متمسكين بها في أولها اطلاق سراح الموقوفين بالشامي، وتشكيل محكمة للجرائم البيئية التي تفتك بالشامي ووقف كل الشركات التي على غرار مصنع الشامي.
وفي المقابل أصدر المصنع مساء الأربعاء أول بيان يشرح فيه تلقيه أوامر بوقف الأشغال ، واصفا مايشاع عنه من قبل المناوئين بالكلام العامي الذي تروجه جهات منافسة حسب تعبير بيانه.
حهات منافسة يبدو أن المصنع لم يكشف عنها ولم يحدد طبيعتها، واختار أن يدافع عنه في أشرس حرب إعلامية أفضت إلى اغلاقه المؤقت فيما عبر المصنع عن أمله في الإنصاف.
ودافع المصنع عن نفسه بعد أن غاب عن الإعلام طيلة هذه الفترة ،وطغت وجهات نظر مناوئيه لكن وجه لهم في بيانه رسالة واضحة مفادها أنهم منافسون وليسوا محتجين.