"خدمت قطاع التعليم قرابة 10 سنوات ، قدمت فيها عطاءات وتضحيات جسام فكان بيان الوزارات الثلاث كافيا لإنهاء مساري، وأنا أخطو في بداية العقد الخامس ومعيل لأسرة".
بهذه الكلمات يلخص المعلم العقدوي سيد أحمد الكنتاوي ويروي بحسرة وألم كيف أنهى بيان الوزارات الثلاث مساره المهني بعد أن اشترط سن 45 سنة ليكون عاطلا عن العمل وبدون أي تعويض.
إعلان وجد فيه الكنتاوي ضربة قاضية لأحلامه في الاستمرار في المهنة التي سخرلها عقدا كاملا قدم وأعطى وربى ووجه ونصح لكن الحكم الجديد لم يكن رحيما به وتساءل : أين لي العهد عندي قيمة؟
لايحبذ ولد الكنتاوي في هذه السن سوى التعليم لكن بيان الوزارات أرغمه على البطالة القسرية ، ودون سابق انذار ليندب حظه العاثر، وكيف فرطت الوزارة في أمثاله بعد أن استغلتهم بشكل كبير وسلمتهم للضياع.
واقع لم يستسغه المعلم الذي حرص دوما على تدريس السوادس الابتدائية بحكم خبرته وتجربته ، وتهرب الكثير من المعلمين عنها لأسباب يعرفونها لكنه هو انبرى ليدرس فكانت النتيجة ايجابية وتمكن على مدى العقد من تخريج المئات الذين عبروا إلى الإعدادية.
لم تمهل الوزارة طويلا المعلم سيد أحمد الكنتاوي ، وتخلصت منه سريعا لتفاقم معاناته الحقيقية وتجعله يرفع شعار: رب لاناصر لي إلا أنت فاغنني بفضلك عن من سواك"
وضعية المعلم سيد أحمد الكنتاوي ليست الوحيدة بل بالعشرات فهل ارتكبت الوزارة جريمة بحق مربين على أعتاب التعاقد فكان الخذلان والحرمان والضياع.