الحراك داخل القناة العتيدة " الموريتانية " يبدو أنه يثير الكثير من اللغط ’ بعد أن جرف تيار التغيير القوي الرجعية من "حزب أعداء النجاح " ، و"الطابور الخامس" ، وازاحهم من المشهد برهة .. وبدأت المياه الراكدة في حوض التلفزيون التي طال انتظارتعقيمها يتم شفطها بحثا عن صرف صحي يعيد للمؤسسة رونقها وجاذبيتها، ومصداقيتها التي فقدت الكثير منها بفعل "حراس المعبد" ..
ويشي المشهد ومخرجاته بحالة صدمة من قبل "الكومبارس " ، تزامنا مع حالة محاولة الخروج من عنق الزجاجة بالنفق المظلم ، تلمسا لواقع جديد، يشكل استراحة محارب للقطيعة مع تجربة دفع اصحاب الضمائر الحية الثمن غاليا ، وهاجر بعضهم ، واغترب البعض الآخر ، وثالث عزل في ركن قصي...وبقيث ثلثة قليلة تصارع طواحين الهواء مثل "دون كيشوت ".
اشكاليات وتحديات يطرحها نهج ومسارإصلاح التلفزة الموريتانية ، لا تتعلق فقط بمخرجات العملية الإعلامية ، أو مضمونها ، وإنما أيضا بسيرورة مفردات وعناصر المكونات التي هي في الأساس الفرد أو العنصر البشري مهما كان من بداخلها.
حيف ، وغبن ، واستغلال مفرط ، تعرض له الجميع إن بشكل مقصود ممنهج ، أو بغير قصد ، وتتجلي مظاهر ذلك في وجود أشخاص اكتسبوا التجربة والأداء العالي ومع ذلك تم اقصاؤهم وتهميشهم وبعضهم يقارب العقد في التلفزة دون أي ترسيم ، أو حتي منحه علاوة امتياز ، كما أن هناك أشخاصا يحملون شهادات عليا أعيد تأهليهم ليواكب الخط التحريري المتقلب ، كما مناخ العاصمة انواكشوط حيث القصر الرمادي وحكامه ، ومع ذلك يمارس الغبن عليهم بحق ، وبدون وجه حق ، وهو ما يجعل مهمة الوافد الجديد لقناة الموريتانية عملية ليست سهلة ، لكن يقال " إن الطريق إلي الف ميل يبدأ بخطوة .. فاي الخطوات ستكون البداية في سلم ودرج الجهاز العتيد الذي هو عصي علي التغيير كما يزعمون
الفاغ الشيباني/ صحفي بمدينة نواذيبو