أبواب صدأة ومهترأة ولافتات أكل عليها الدهر وشرب، وسكن منزلي تلكم هي صورة مرفق يفترض فيه أن يقارع الشركات ،وأن يرغمها على منح الشغيلة حقوقها إنها مفتشية الشغل في أكبر وأهم المدن العمالية بموريتانيا.
صورة لاتبدو مشجعة على الإطلاق في مرفق يعلق عليه العمال الآمال العريضة في أن يتم انصافهم بدل الفصل التعسفي والظلم البواح في امبراطوريات الصين والأتراك في العاصمة الاقتصادية لكن السؤال المطروح هل مكنت الوزارة العاملين في المفتشية من الوسائل والإمكانيات مايسمح لهم بالقيام بعملهم.
قد يقدم واقع المقر إجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن الحال يكفي عن السؤال ،وأنه لم يكلف أي مسؤول حكومي أووزير أو والي أوحاكم أو منتخب نفسه عناء زيارة المرفق والوقوف على وضعيته.
ورغم انتهاء العشرية فقد ظل المقر على وضعيته بالرغم من الميزانيات الفلكية والزيارات المكوكية للوزراء وحتى الرئيس السابق فلا أحد التفت على المفتشية ولا أحد نافح عن شباب تخرجوا وأرادوا تطبيق القوانين ،ومواجهة أباطرة المال وأرباب العمل لكن هشاشة المقر وانعدام الوسائل وغياب الرعاية أجهض أي قيمة لقيام المفتشية بدور يكون له تأثير ويجعل العمالقة ينحنون أمام قوة الدولة والقانون؟
اليوم ومع حكومة جديدة ورئيس جديد فهل سيتم الإلتفات على المفتشية وانتشالها من واقعها المزري والرفع من شأن الشباب المفتشين الحالمين بتطبيق مادرسوا في التكوين قد يكون بعيدا عن مايشاهدون في مدينة الثروة.