شكل حضور رموز الطيف المعارض بموريتانيا ، وجلوس زعيم المعارضة الديمقراطية ابراهيم البكاي إلى جانب رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني إضافة إلى حضور زعيم التكتل وقادة حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية"تواصل" ورئيس حزب اتحاد قوى التقدم ورئيس حزب حاتم في مهرجان شنقيط رسالة بالغة الدلالة في التحول الحاصل في البلد في أسلوب التعاطي مع المناوئين للسلطة.
رسالة قرأها البعض بتطبيع المشهد السياسي في البلد ، ومساعي لنزع فتيل الصراع الذي ورثه الرئيس الجديد من العشرية، والتأزيم الذي كان سائدا طيلتها والجفاء الحاصل بين رموز العمل السياسي المعارض وصناع القرار.
غير أن السؤال المحوري هل الخطوة التي اتخذها الرئيس تنسحب على داعمي الحزب الحاكم ورموز الجهة التنفيذية؟ أم أن بعض القوى لاتروق لها الخطوة ، وتصرعلى التمسك بالنهج السابق في الممارسة، وستسعى جاهدة إلى زرع الأشواك في سبيل البحث عن توتير سريع فيما بين السلطة والمعارضة؟
ولم يعرف بعد مدى التطبيع الحاصل حاليا في البلد بعد أن استقبل الرئيس محمد ولد الغزواني مجمل الفاعلين في العملية السياسية وتحديدا المعارضين منهم ،وتلت الخطوة دعوتهم إلى أول حدث ثقافي في فترة الرئيس المنتخب.
ويتزامن التطبيع مع صراع أجنحة قوية في الحزب الحاكم وصل إلى حد الشجاربين قادته تم تسجيله وتداوله على نطاق واسع فهل يخطط الرئيس إلى انشاء حزب جديد بعد أن شاعت معلومات عن العمل على تغيير اسم الحزب الحاكم وشعاره وهو ماقرأ فيه البعض خطوات عملية في وضع حد للحزب الحاكم بعد العشرية ومغادرة مؤسسه كرسي الحكم قبل 3 أشهر.
ولم يتضح إلى حد الساعة الأسلوب الذي تنوي الحكومة عمله مع المعارضة وهل سيتنقل من الدعوة إلى التظاهرات إلى تجسيد فعلي في الإشراك الجدي ،والتشاور في المجالات الكبرى الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بغية تعزيز قطبي العملية الدمقراطية السلطة الحاكم والمعارضة.
توجه بدأ يظهر في سلوك الوزراء من خلال اقبال بعضهم على التعاطي مع رموز المعارضة في ظل انفتاح الإعلام الحكومي علىهم ، ومنحهم مساحة أكبر بعد أن ظل مغلقا في وجوههم في العشرية ،وكانوا يوصفون ب"أعداء الوطن".
ولم يعرف كيف سيتكيف أصحاب العشرية مع التطبيع الجديد؟ ، وهل سيتأقلمون سريعا وتحديدا بعض الرموز منهم أم أنهم سيقررون اعتزال العملية السياسية بعد أن رفع الرئيس المنتخب شعار التهدئة والتطبيع ؟
وتبقى الفترة القادمة كفيلة بكشف نوايا الرئيس الجديد وطبيعة المرحلة بعد أن يتم انعقاد مؤتمر الحزب الحاكم ، وماسيسفرعنه من ايجاد جناح سياسي للنظام وهل يخطط الرئيس لإنتقاء طبقة سياسية مغايرة لما كان سائدا لتطبيق رؤيته ولضمان استمرارنهجه؟