طالب من نواذيبو يشارك بنص للفصاحة

أحد, 02/02/2020 - 16:43

وطني رغم رعاف الحروف ونزيف المفردات ما زلت مستمسكا بعروتك الميمونة ناظرا إلى غدك البهيج فهل تسمعني أروي لك قصتي هذه أم أنك تريدها همسة بيني وبينك لا تتلقفها أذن متربصة، لك ذلك لكن بعد أخذ العهد عليك أن تكون كما أريد لا كما يملي الماضي القريب والبعيد.

 

وطني الحبيب هل أربت على كتفك وأنحني إلى رجلك المتعثرة لأهديها قبلة وداع أم أنك ستفتح ذراعيك الحنونتين لتضمني إلى صدرك الدافئ فأستنشق عبير اليمن وألمح طالع البشائر وسعد السعود يخطو متماسكا نحو مرابعك الساحرة لإلهام العاشقين وطمئنة المترددين بين الأمل والإحباط، آمنت بكل معانيك ورتلت نشيد السلام بصوت عربي شجي وإيقاع افريقي طري فخشعت الأصوات لعزفي على بوصلتي التائهة في مفازات التفاؤل والإيجابية.

 

وطني وحبيبي قد رسمت تمثالك في حنايا صدري وجعلت اسمك كلمة سري وفاح بذكرك عبير الحب في أرجاء مملكتي الصغيرة حتى استولت ملامحك على خيالي فتبتلت متهجدا في محرابي أرفع الدعوات وأردد النظرات وأقاوم الزفرات متغاضيا عن العثرات ليكون لك اليوم شأن نحمده أنت أهله وهو يليق بفخامة اسمك الكبير، فهل أزيد الطموح أم أخلص إلى التيمم برفاتك الطاهر بعدما استئصلت أيادي العدوان ما بقي من وفائي لك وعجزت عن رد يدك السالفة ودينك المستحق فسامحني إن كان ذلك رغم الضمير المؤنب والحظ العاثر، لأنك أمي وشريان روحي وبلسم جروحي وضمادها ولكن هل لك في غير ذلك

 

وطني لقد رسمت في خلدي سمينا لا عجف يهددك ولمحت سنابل الحب متفتقة في بساتينك اليانعة الثمار الدانية القطوف فهل لك أن تطعمني من موائد الحب قصعة عدل واسقني عليها ماء الحياة بعزة وكبرياء حتى يرتوي من زلالها كل عرق ينبض في مدينة الأجرام هذه

 

وطني لا أريد أن أكون شاحب الرؤية مضمحل النظرة فارغ اليد ضامر البطن تائها في الفلوات أسبح في فلك المجاملات وأرسو على شاطئ الخيبات فلا الوقت يسعفني ولا الصبر يؤازرني فما أنت فاعل.... أما ترى أن الوقت قد حان لنحدد الاتجاه ونغير سهم البوصلة إلى وجهة جديدة نسير نحوها بخطى ثابتة ومسافة قصيرة بعيدا عن التنظير الأعجف والفكر الواهي والتحليل النمطي الباهر شكلا والفارغ مضمونا، ألم يان للذين لعبوا بك أن يملوا وللذين تسلقوك لمآربهم السخيفة أن ينزلوا، عليك أن تتمنع منهم تمنع ذات الدلال الحصان عن الريب وذي الشكيمة عن السفاسف فأنت أطهر منهم جميعا وأبر.

 

 

وطني أين من بنيك عدل منشود وأمن مفقود وظل ممدود، أين العلم وأهله وقد وكر الجهل في مرابعك، كأنك لم تخلق لتُعبد طرقك بالعلم وتضيئ أشعة المعرفة أرجاءك ويلتهب الأدب في شرفاتك المطلة على بحر الحقائق الزاخر بعباب المحبة والسلام

 

 

سلام عليك يا وطني ويا أملي ويا غدي الجميل المكتنز بالمفاجآت السعيدة والبشائر المديدة فلك مني العهد والوفاء ولي منك المجد والعطاء

 

الشيخ ابراهيم ولد الدين

French English

إعلانات

إعلانات