بالرغم من إعلان الحكومة رسميا عن دخول وباء كورونا إلى البلاد وتسجيل أول حالة مساء الخميس بالعاصمة نواكشوط ، وشروع السلطات المحلية في اتخاذ التدابير اللازمة.
إلا أن رموز المال والأعمال مازالوا غائبين عن أي جهد يقدمونه رسميا إلى السكان ازاء هذه النازلة التي حلت بالبلاد دون أن تظهر بصمة لأباطرة وأرباب المال الذين بخلوا بمجرد توفير كمامة أو معقم أو أبسط دعم بسيط.
تصرف بمثل هذا الحجم يثير أكثر من سؤال عن قيمة رجال الأعمال حين تحتاج لهم الدولة وهم الذين أنفقوا بسخاء على المبادرات وفي الحملات فكيف لاينفقون على التحسيس على نازلة كورونا؟
وفي الوقت الذي تبرع رجال أعمال الداخل وفي الولايات الأخرى بالمنازل ووضعوا مايملكون من عقار تحت تصرف السلطات في إطار تضافر الجهود ازاء النازلة لم نسمع الأن في نواذيبو عن منح مجرد كمامة واحدة.
تصرف يثير الأسئلة ويطرحها عن جدوائية أرباب المال والشركات في مثل هذا الظرف العصيب على البلد والذي يفترض أن يظهر فيه حجم التضامن وتحول المواطنين ورجال الأعمال والسلطات إلى جسم واحد للتصدي لأكبر نازلة تضرب العالم في هذا العصر.
وليست كبريات الشركات العملاقة والمنطقة الحرة بأحسن حالا من رجال الأعمال حيث لم يعلن لحد الساعة عن أي دعم تحسيسي في الوسائل ولم تسخر أي امكانيات في سبيل التصدي للوباء الذي يخترق كل الدول ويحصد أرواح عشرات الالاف عبر العالم.
وكان السكان ينتظرون حملات قوية من قبل رجال الأعمال وتوفير الوسائل ومواكبة السلطات في جهودها وجعل جميع امكانياتهم تحت تصرفها كما هو في الحالة الطبيعية.
ولم يعرف بعد ماإذاكان سيبقى رجال الأعمال في صمتهم في النازلة الحالية أم أنهم سيكسرون جدار الصمت ويتخذوا خطوات عملية في مواكبة السلطات في اجراءات الوقاية التي تقوم بها حاليا في العاصمة الاقتصادية.