الأديب والشاعر والصحفي محمد سيدنا ولد أسليمان أحد رموز المدينة وشخصياتها البارزة وقد تحدث في أول حلقة من"شخصية رمضان" الذي يعده"نواذيبو-أنفو"عن أول رمضان له وتجربته مع الكادحين وحرب الصحراء والإعلام والدرك وحرب الصحراء.
تجربة رمضان...
يستذكر الأديب محمد سيدنا أسليمان أول رمضاناته في 1968 باحدى قرى أوكار في ولاية أترازة بالجنوب الموريتاني.
ويقول ولد أسليمان إن الواقع آنذاك بالغ الصعوبة ، وإن أي شخص صام في تلك الفترة أصبحت له ميزة ويمكنه أن يجلس مع الكبار ضمن طقوس يفرضها المجتمع في تلك الفترة وبعد الصوم يلج الشخص مرحلة جديدة .
يستعيد ولد أسليمان شريط الذكريات ويروي كيف أن يومياته تمر طويلة جدا كما تمبزت بالحر الشديد ، مشيرا إلى أن من ثبت أنه أفطر فإنها تصبح سقطة لايمكن لصاحبها أن ينجو في المجتمع.
وأكد ولد أسليمان أن الوسائل في تلك الفترة شحيحة ، وأن الإفطارمجرد كأس من اللبن فيما أنه محظوظ من تتاح له فرصة احتساء كاس من الشاي ويقتصر خصيصا على كبار السن أما العشاء فهو في الغالب"العيش".
ويروى ولد أسليمان طرفة وهي أنه في العام 1967 في رمضان حين قدم إلى احدى قريباته ووجد عندها وجبة تم اعدادها "الزرع" فعرضت عليه فقال لها لم أبيت النية ومن لم يبيتها فلا صحة لصومه وتناول الوجبة.
تجربة الإيدلوجيا...
في بداية مرحلته الشبابية قرر الأديب محمد سيدنا اسليمان الإنخراط في حركة الكادحين ، وكان من الذين يشاركون في الإحتجاجات في المدارس ، مشيرا إلى أن يستذكر بعض من كانوا يؤطرونه:يعقوب داداه ومحمد ولد محمد اليدالي وشقيقه عبد الله.
وقال ولد أسليمان إن الحرس كان يعتقلهم ويضربهم ضربا مبرحا، ا ولكن مشواره في الحركة لم يدم طويلا حيث أنه كان فقط في الصفوف الخلفية ولم يكن ضمن القيادة التي كان يقودها سيد محمد السميدع.
وأشار ولد أسليمان إلى أن الأسرة باتت تخشى عليه وهو مااضطرها إلى الإنتقال إلى أكجوجت من أجل فك الإرتباط بالحركة وجعله ينشغل بالعمل لكي يتفرغ له بشكل كامل وبعدها انفصل نهائيا لها ، مشيرا إلى أنه لم يعتنقها كفكر بقدر ما أقنعه بعض زملاء الدراسة وأحد مدرسيه.
حرب الصحراء
في العام 1974 جاء نبأ في نواذيبو بأن قيادة الدرك ستعلن عن اكتتاب للشباب وسيعملون في البحر وهو الخبر الذي دفعه برفقة زملاءه إلى اتخاذ قرار المشاركة ليكتشفوا لاحقا أن الهدف كان هو الإستعداد لحرب الصحراء.
شارك ولد أسليمان مع بعض رفاقه في امتحان الدرك ونجح في منتصف 1974 قبل أن يتم ادماجهم في الجيش ليخوضوا الحرب ضد الصحراء الغربية ، ولم يكن أنذاك توجد ملابس لهم وقررا أن يلبسوا "أكنادير" كعلامة مميزة لهم.
يروى ولد أسليمان تجربة حرب الصحراء وكيف عانوا الأمرين فيها في ظرف بالغ الصعوبة في مدينة نواذيبو والتي كانت مهددة بالاحتلال غير أن كتائب قدمت من تكانت وقارب"ايديني" الذي تولى تأمين الحدود البحرية علاوة على حصولهم على مدافع ثقيلة تم تثبيتها قرب منطقة "توربل" كان لها الدور الأبرز في حسم المعركة وطرد الصحراويين من منطقة "لكويره" فجر 1975.
يقول ولد أسليمان إنه في تلك الفترة تم القصف بالمدافع الثقيلة تخلف سحبا دخانية والتي استخدموها كدرع واقي للإختباء ورائها دون أن يراهم عدوهم وبالتالي تمكنوا من خلالها من حسم المنازلة الشرسة حسب قوله.
بعد انتهاء حرب الصحراء قرر ولد أسليمان مغادرة الدرك وخوض تجربة جديدة في البحر.
تجربة البحر
غير محمد سيدنا أسليمان مجددا مشواره العملي وغادر قطاع الدرك متوجها إلى قطاع الصيد وفيه خضع لتكوينات وعمل زهاء عقود من الزمن.
عمل ولد أسليمان مع عديد الشركات البحرية، وفيه ظل يترقى من بحار عادي إلى قبطان وخبر فيه القطاع بشكل جيد جعل منه العارف بأسراره بحكم الخبرة والتجربة في القطاع الذي لم يتقاعد منه إلا في 2006.
يرى ولد أسليمان أن القطاع يمكن أن يكفي الشعب الموريتاني لو أدير بالشكل المطلوب فيمكن أن يوفر فرص العمل لكن الاتفاقيات الدولية تعتبر كارثة على الثروة البحرية حسب قوله.
مشوار إعلامي...
للأديب محمد سيدنا عشق للإذاعة والتي بدأ فيها بوابا في مع مديرها الأسبق محمدن سيد ابراهيم حيث تعلم الأدب الشعبي"لغن" من الإذاعة وقضى فيها قرابة السنة وبعدها غادر.
وتشاء الأقدار في أن يعود الأديب مجددا بعد زهاء 3 عقود من الزمن ليلتحق بها كمتعاون مع تأسيس محطتها الجهوية مع المدير الأسبق لها الراحل عثمان أحويبيب.
تجربة أراد من خلالها الأديب تفريغ مخزونه من الأدب الشعبي عن طريق برامج في التراث والأدب على أثير المحطة الجهوية فكان يقدم برنامج "عادات وتقاليد" وتم بعد ذلك تحوير اسم البرنامج ليحمل "من أدبنا الشعبي".
واصل الأديب مساره في المحطة إلى غاية الإطاحة بالرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع ، وحينها تم إعداد ملتمس تأييد من قبل عمال المحطة وتم اخباره من قبل أحد الزملاء فأعلن رفضه لكتابة اسمه في الملتمس قبل أن يتصل عليه لاحقا مدير المحطة أنذاك معلنا وقف التعامل معه.
ردة فعل رأى الصحفي أنها كانت متوقعة بحكم رفضه التوقيع على ملتمس تأييد غير أنه مقتنع بقراره فغادر إلى المغرب وهناك تعاقد مع إذاعة لعيون لمدة سنة قبل أن يعود منها ويتصل مديرالمحطة طالبا منه العودة للتعاون مع المحطة الجهوية وهونفس المدير الذي أبلغه بقرار وقف التعاون.
يرى الأديب والصحفي محمد سيدنا أسليمان أن الأدب ناطق شعبي ويمكن أن يوظف في الترفيه والترفيه وأغراض مختلفة.
وعن رأيه في الصحافة اعتبر الأديب محمد سيدنا أسليمان أن الحقل تم تمييعه على نحو غير مسبوق ، وأنه وبالرغم من أنه وصل المدينة مطلع السبعينيات فإن الصحفي آنذاك كان يحظى بتقدير واحترام كبير ويندر أن يرى أما الآن فقد ضاعت المهنة.