شكل تواري معظم المنتخبين المحليين والمؤسسات الاقتصادية سابقة من نوعها في ظل ظروف بالغة الصعوبة يعيشها سكان العاصمة الاقتصادية نواذيبو منذ شهور بعد ظهور جائحة كورونا التي نغصت حياة العالم وشلت اقتصاده وعطلت مصالحه بشكل كامل.
سلوك لم يكن ليستسيغه السكان الذين منحوا أصواتهم للمنتخبين ليكونوا معهم في أوقات الضيق والفرح، ولكي يجسدوا تلاحم المجتمع عند النوازل غير أن جائحة كورونا أظهرت حجم التفريط من لدن غالبية المنتخبين والمؤسسات وحتى أرباب المال الذين فضلوا النأي بأنفسهم عن الجائحة وكأن لسان حالهم يقول "نحن غير معنيين بكم فلا مصالح نجنيها منكم".
ازداد الخناق على السكان وعلى القطاع الخاص وعلى فئات واسعة من المجتمع حيث وجدت نفسها عاجزة عن الحركة بعد إغلاق المدينة ، وتوقف معظم الأنشطة الاقتصادية لتظهر الحقيقة المرة وهي أن الرهان الذين يعقدونه على الجميع كان رهانا خاسرا.
ولم تكن التدخلات التي قيم بها الأن عند مستوى تطلعات السكان على الإطلاق بل كانت في الغالب محدودة ، واقتصرت على بعض الفئات المهمشة التي وجدت لفتة انسانية من البلدية وخيرية اسنيم علاوة على تقسيمات المنطقة الحرة للدجاج.
لكن الواقع قد أشد وحجم الضرر كان أكبر والاف العاطلين بفعل الإجراءات الإحترازية كان يتطلب تضافر جهود المؤسسات الاقتصادية لكي تسهم على الأقل بجهد يذكر فيشكر لكن دون جدوى فاكتفى الجميع بإحكام القبضة عليه في مكتبه دون أن يكلف نفسه عناء المشاركة في المجهود الوطني.
وكان الأجانب أكثر استشعارا لحجم المعاناة للمواطنين حيث قدمت الجالية الصينية بالمدينة دعما وصل قرابة مليوني أوقية قديمة من المواد الغذائية لصالح بلدية نواذيبو كاشفة بذلك ومعرية المؤسسات الوطنية.
خيبة أمل كبيرة تجرعها المواطنون في عاصمة الثروة والمال والتي لم يجدوا لها أي أثر مع حلول أكبر نازلة تضرب البلاد منذ استقلالها عن فرنسا قبل 60 عاما كاشفة حقيقة النخبة ومن انتخبهم الشعب والذين أسلموه للضياع وفضل أغلبهم الجلوس في نواكشوط ماعدا النائب والعمدة القاسم ولد بلالي.