شكلت جرجرة النقابات البحرية إلى الأسبوع الثالث من المفاوضات في ظل غياب حراك منتدى البحرية التجارية للصيد عنها رسالة بالغة في منح مزيدمن الوقت في ترك مساحة لاحتواء المغاضبين وتفويت أي فرصة عليهم بعد حسم ملف المفاوضات.
وفي الوقت الذي تم الدفع برموز الفاعلين وأرباب العمل (رئيس اتحادية الصيد والأمين العام) الذين حضروا لأول مرة فيما اعتبر نوعا من الطمأنة للمفاوضين ،ومحاولة لإستمالة الرافضين من المنخرطين في حراك المنتدى بإضفاء شبه مسحة جدية مقارنة مع الجولات السابقة.
غير أن متابعين قرأوا في الجولة اليوم وعدم استعداد أرباب العمل وأصحاب الكلمة في القطاع في الحسم و توسيع النقاش بمايشبه "الحشو" والبوح للنقابات بمعاناتهم فيما اعتبر نوعا من استعطافها ومناورة لكسب مزيد من الوقت بغية جرها إلى موعد جديد وهو أمر لايخلو من غرض خفي.
تبدوالأمور شبه محسومة أو كان يمكن أن تحدث اليوم بعد تسريب مقترح يقضي باستعذاد أرباب العمل لزيادة الرواتب أزيد من 100 ألف لكن ذلك كان سيعطي فرصة ذهبية للرافضين للحوار في مقابل الغضب المتصاعد للبحارة مما يعطي الأولوية لكسب رهان المعركة وتوسيع دائرة الصراع وربما سحب البساط من تحت النقابات وهو ماقد يكون حلم منتدى البحرية التجارية للصيد.
لكن أرباب العمل وبمنطق رياضي اختاروا المناورة وجر المفاوضات إلى الوقت بدل الضائع في ظل حديث واسع عن نقاشات مع منتدى البحرية وربما محاولة للمقايضة لتسوية الملف بشكل نهائي قبل حلول وقت الإضراب المزمع في 24 يوليو.
عموما عاد المفاوضون من النقابات إلى البحارة الذين استقلبوهم بالتقريع والتوبيخ جراء عدم الإنسحاب والرد بقوة على المفاوضين غير أن النقابات تملك نفسا طويلا وترى عوامل جديدة وتعول على أن يكون الحسم في الجولة القادمة أو هكذا يقول المنطق.
يجزم العارفون بالقطاع أن الحسم قد اقترب وأن القضية لاتعدو كونها مجرد تكتيك ولعبة خفية يسعى أرباب العمل من خلالها إلى اطفاء شرارة التوتر في القطاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها فهل يتحقق لهم ماأرادوا؟