"عملت متطوعا منذ سنة في أكبر مؤسسة تعليمية بموريتانيا من حيث أعداد التلاميذ دون أن أحصل على أي راتب ولكنني مقتنع بخدمة وطني ومستعد للمزيد من التضحية"
بهذه الكلمات افتتح أستاذ الرياضة بالثانوية3 بمدينة نواذيبو سيد ماصه حديثه ل"نواذيبو-أنفو" وهو يروي بكل حسرة وألم كيف تم حرمانه من الاكتتاب بالرغم من العمل متعاقدا منذ 7سنوات.
عطاءات وتضحيات أستاذ الرياضة سيد ولد ماص يشهد له الجميع بالجدية وكانت بصماته واضحة في المؤسسة التربوية الأكبر بموريتانيا حيث يوجد بها 1700 تلميذ من بينهم 900 بنت.
بدأ الأستاذ سيد ماص متعاقدا في الثانوية في 2014 بعد أن تجربة مميزة في احدى المؤسسات التعليمية الحرة والتي وصلت تقارير إلى الولاية تفيد بضرورة ضبط المؤسسات التربوية الحكومية ، وهو ماجعل السلطات المحلية ترغب في نقل تجربته إلى التعليم العمومي للإستفادة منها بطلب منها.
شرع ولد ماصه في العمل في المؤسسة ، ولم يدخر أي جهد في سييل ضبطها وفرض النظام بها حتى باتت مؤسسة نموذجية كمايصفها هو بعد أن وجد تعاطيا من قبل الولاية وإدارة الأمن والإدارة الجهوية للتهذيب علاوة على إدارة مؤسسته.
تعاون يقول ولد ماص أنه أثمر كثيرا في السنوات الأولى من عمله ، وتمكن من محاربة المنحرفين ومتعاطي المخدرات ليتم القضاء نهائيا عليهم وتنجح تجربته الهامة والتي ساهمت في تحييد عديد الأخطار للمراهقين وفق قوله.
واصل ولد ماص مشواره في المؤسسة والتي خرج مرسوم يقضي بتحويلها إلى ثانوية 2017 ليظل دائما هو عمود الأرتكاز ، ويقوم بدور المرشد والمراقب وحتى في بعض الأحايين صانع الشاي والساعي في تربية الأجيال على القيم الصحيحة بحسب قوله.
جهود لم تشفع لولد ماصه في أبسط التفاتة رسمية عليه ولو بكلمة شكر فغادر الولاة المتعاقبون على الولاية ومسيرو قطاع التعليم دون أن يتقدم قيد أنملة وهاهو يقضي السنة الحالية صفر اليدين وبدون أن يتقاضي راتبا وضع لم يهز كوامن المسؤولين ولم يترك مساحة للعهد عندي قيمة.
يرى ولد ماصه أنه خدم في المؤسسة العام الجاري متطوعا،وكان يداوم فيها ايمانا منه بخدمة الوطن ، مشيرا إلى أنه بات يشعر بخيبة أمل في وطن يهمش من خدمه ويضن عليه بمجرد كلمة شكرا أما الإنصاف فهو من المستحيلات.
عمل وتضحيات وعطاءات سنين باتت ترغم ولد ماصه على البحث عن بديل عن قطاع عشقه وأمن به لكن القائمين عليه كانوا أشداء عليه ظلما وجورا وكفرا بماأنجز وهاهو الحصاد بعد 7 سنين يكاد ييبس لوزارة لاتقدر من ضحى من أجلها بل تبخل عليه أشد أنواع البخل.
وصلت رسالة ولد ماصه التي حملها أحد المسؤولين في الوزارة إلى الوزير وتحمل قضية الأستاذ سيد ماصه لكن دون جدوى، وهاهو يقلب كفيه على ما أنفق من وقته وجهده لوزارة لاتستحقه.
ويحدو ول ماصه أمل في أن يلتفت إليه الرئيس محمد ولد الغزواني بعد أن دعمه في الحملة وينظر إليه بعين الإنصاف بعد أن خذلته الوزارة وهمشته إدارة التعليم وسلطات نواذيبو والعاملون في القطاع.