سنة أولى لمَحْو الفسادِ أبرز ما ميز عام غزواني الأول/ محمد جبريل

جمعة, 31/07/2020 - 15:38

 يقترب الرئيس محمد الشيخ الغزواني من اكمال عامه الأول في السلطة وهو عام استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة ، فقد شهد محطات حاسمة مثلت منعرجا جوهريا في طبيعة الحكم منذ عقود ، بدأت بخطاب التنصيب الذي استبشر به الجميع رغم اختلاف رؤاهم وذلك بفضل الحبكة التي أراد الرئيس الثامن لموريتانيا أن يصبغ بها ظهوره الرسمي الأول وقد نجح في ذلك . ظهر الرئيس محمد الشيخ الغزواني في المشهد ممسكا بعناصر القوة ومن أبرزها وضوح الرؤية والعودة إلى الماضي القريب (تعهداتي ) ليذكِر من انتخبوه ومن ورائهم المواطنون ، بالعهود التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية وهذا ما عدّه مراقبون فلسفة جديدة في التعاطي السياسي للبلد من جهة وقطيعة مع سلوك سلفه الذي رفع شعار الفساد ليختفي طيلة عشريته المثيرة التي انقشعت عن فساد جسيم كما أظهرت اللجنة البرلمانية للتحقيق في تسير الرئيس السابق من جهة أخرى.

 

 

 

كما شهد العام الأول للرئيس "الثامن" لموريتانيا ظهور جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على ربع ما تقدم من مأموريته (السنة الأولى) إلا أن سرعة التعامل مع كورونا شكل هو الآخر ملمحا أبان عن جدية هرم السلطة في الحفاظ على أرواح المواطنين .

 

 

وبالعودة إلى تعامل الرئيس غزواني مع الفساد في فترة حكم سلفه الذي أكدت اللجنة البرلمانية للتحقيق وجود فساد ، نجد أن النظام الحالي تعاطى معها بكل حرفية انتهت بحشر المتهمين في الزاوية وإحراجهم أمام الرأي العام وهو تكتيك جعل بعض أساطين الحكم السابق يفقد رشده وصوابه. ولا تزال تداعيات تعامل الرئيس محمد الشيخ الغزواني مع الفساد متواصلة حيث من المتوقع أن تعصف برموز العشرية السابقة ،

 

 

 

كل هذا أعد على نار هادئة وبعيدا عن الإثارة وحب الانتقام. وانطلاقا من ذلك ندرك أن أبرز ما اتصفت به سنة الرئيس غزواني الأولى هو الضغط بلا هوادة على المفسدين في أسلوب يذكر الجميع بفصول محو الأمية لكنها أمية من نوع آخر يمكن أن نطلق عليها "سنة أولى محو للفساد". 

French English

إعلانات

إعلانات