نواذيبو أنفو:ماذا عن العودة إلى مقاعد التدريس؟ كيف تمت؟ و هل راعت البعد الصحي؟
مفتش التعليم :في البداية أشكر موقع نواذيبو انفو على اهتمامه بالتعليم في المدينة و دوره في إنارة الرأي العام حول مختلف القضايا التي تشغل ساكنتها.
بالنسبة لسؤالكم عن العودة إلى مقاعد الدراسة.. فقد تمت في ظروف شبه طبيعية نظرا للاجراءات المكثفة التي التي اتخذتها السلطات الإدارية و البلدية و التربوية على مستوى مدينة أنواذيب التي تتميز بوجود 80% من المؤسسات التعليمية داخلها.
فقد تم عقد اجتماعات لتنسيق تنفيذ الإجراءات المحددة في البروتوكول الصحي- التربوي الموقع بين ثلاث وزارات هي الداخلية و التهذيب الوطني و الصحة، و هي إجراءات تصب جميعها في سبيل ضمان عودة آمنة للتلاميذ لاستئناف الدراسة في مؤسساتهم.
تتعلق هذه الإجراءات بضمان جاهزية المدارس بعد 6 أشهر من الإغلاق عن طريق تنظيفها و تعقيمها، و هو ماتم فعلا الانتهاء منه عشية الاستنئاف الدراسي بواسطة فرق من متطوعي مندوبية الشباب تم تجهيزها بوسائل النظافة من طرف بلدية أنواذيب التي استجابت
مشكورة و بشكل فوري لطلب توفير هذه الوسائل.
أما التعقيم فقد تم توفير أدواته من طرف الإدارة الجهوية للتهذيب بينما أشرف المركز الصحي للمقاطعة على تكوين بعض الفرق علىz تحضير أدوات التعقيم و استخدامهاو طبعا فإن البعد الصحي المتمثل في الوقاية و الحد من تفشي وباء كوفيد-19 في الوسط المدرسي هي أولى الأولوليات في هذا المجال..فالتعليمات واضحة و صارمة بشأن فرض التباعد الجسدي بين التلاميذ داخل القاعات و وسط الساحات. كما أن ارتداء الكمامات إجباري على من تفوق أعمارهم 11 سنة حسب تعليمات البروتوكول المذكور.
نواذيبو أنفو : *كيف ترون وتقيمون البداية؟ وما خطة العمل لتوخي أقصى درجات الحذر من كورونا؟
مفتش التعليم : نحن نعيش ظرفا استثنائيا بكل المقاييس فرضه انتشار فيروس الكورونا في العالم الذي نحن جزء منه، و عليه فليس من السهل إعطاء تقييم دقيق و حقيقي عن الوضع القائم، لكن بالنظر للجهود التي بذلت في انواذيب من قبل جميع القطاعات المعنية بالبروتوكول الصحي-التربوي من أجل ضمان عودة آمنة للمدارس يمكنني القول حسب جولة ميدانية قمت بها لبعض المدارس الأكثر اكتظاظا صباح اليوم أن البداية كانت مطمئنة من حيث تطبيق الإجراءات و وعي المعلمين و التلاميذ بأهمية احترامها.
: أما خطة العمل التي تبنتها المفتشية في هذا المجال فهي مبنية على محورين أساسيين :
منح مديري المدارس كامل السلطة التقديرية في اتخاذ كل ما يلزم من أجل تطبيق ماجاء في البروتوكول الصحي-التربوي من إجراءات وقائية، و وضع آلية تنسيق فعالة لمتابعة مدى التقيد و الالتزام بالإجراءات و كذا مواكبة الطوارئ الميدانية و إيجاد حلول سريعة للتغلب عليها.
نواذيبو أنفو: ماذا عن الزي المدرسي بعد الترميم و الإصلاح الذي قامت به البلدية؟
مفتش التعليم : أولا لا يفوتني في هذا المقام إلا أن أتقدم باسم جميع الأسرة التربوية من طاقم إداري و تربوي و تلاميذ و آباء تلاميذ بجزيل الشكر و كامل العرفان للسيد النائب و العمدة القاسم ولد بلالي على الجهد المتميز و الجبار الذي قامت به بلدية أنواذيب في مجال التعليم بدءا بتوفير حراس لجميع المدارس و تزويدها بالماء وانتهاء بعمليات الترميم و الصيانة التي شملت حتى اليوم 20 مدرسة زائدا مبنى المفتشية كواجهة للتعليم الأساسي في المدينة و ستستمر في بقية المدارس..مرورا بدعم جميع الأنشطة التربوية و الاجتماعية و تزويد إدارات المدارس بأجهزة الويفي في إطار دعم التعليم عن بعد..و غيره من التدخلات التي تخدم الرفع من مستوى العملية التربوية في أنواذيبو و ليس آخرها توفير أدوات التنظيف لفرق المتطوعين الشباب بعد طلبها في آخر لحظة و كذلك توزيع المغاسل لنظافة الأيدي بالماء و الصابون على جميع المدارس بمعدل مغسل لكل حجرة دراسية و في وقت قياسي.
والحقيقة أن وجود شريك بمستوى بلدية انواذيب على كامل الاستعداد لتسوية جميع المشاكل التي تطرح على التعليم الأساسي و أحيانا التعليم الثانوي بسبب غياب الجهة عن أداء مهامها..كل هذه التدخلات تجعلني أطمئن إلى أن تلاميذ انواذيب لن يجدوا مشكلة في ارتداء الزي المدرسي بعدما ارتدت مدارسهم زيها المطرز بالألوان الوطنية، و سيكونون في مقدمة تلاميذ الوطن في هذا الشأن.
نواذيبو أنفو : *هل تتوقعون أن يؤثر الانقطاع الطويل على تحصيل التلاميذ؟
مفتش التعليم: من الطبيعي بعد فترة انقطاع 6 أشهر -و هي أطول فترة تعطلت فيها المدارس منذ الاستقلال و حتى اليوم- أن يتأثر مستوى تحصيل التلاميذ إن لم يتراجع في غياب مساعدة دعم آبائهم لهم في هذه الفترة و مواكبتهم لبرامج التعليم عن بعد التي ركزت على تلاميذ الأقسام النهائية..
و عليه فقد تم تقديم توجيهات للطاقم التربوي عن طريق مديري المدارس بأهمية التركيز على مراجعة كافية و شاملة لمعارفهم القبلية التي تلقوها قبل توقف الدروس في 13 مارس الماضي خاصة و أنها تمثل 80 % من البرنامح المقرر، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية و الوجدانية للتلاميذ و التي تأثرت هي الأخرى بإجراءات الحجر الصحي المنزلي التي تم تطبيقها في بداية انتشار الجائحة، و ما يتطلبه ذلك من التكثيف و التنويع من أنشطة الترويح و التشويق خلال تقديم الدروس و التمارين.
*لماذا غاب عنكم التعليم الخاص الأساسي ؟في التعقيم والنظافة وحتى في الكمامات؟
مفتش التعليم: مع تضامني مع هذه المؤسسات في وجه الأضرار و الخسائر المادية التي تعرضت لها كل القطاعات الاقتصادية في البلد، إلا أنني أعتقد أن مؤسسات التعليم الخاص هي مؤسسات ربحية خاصة تم ترخيصها بالقانون لتقديم خدمة التعليم مقابل تعويض، و يفرض عليها جو التنافس الإيجابي من أجل تقديم أفضل خدمة لزبنائها القيام بكل ما يلزم من إجراءات نظافة و تعقيم و توفير كمامات دون انتظار الآخرين.
نواذيبو أنفو:شكرا جزيلا لكم