شكل اللقاء اليتيم لوزير الشباب والتشغيل الطالب عبدي فال في المنطقة الحرة في أغسطس 2019 بحضور رئيسها حينها بداية أمل من أجل البحث عن التشغيل في عاصمة الاقتصاد والتي تشير الأرقام إلى أن طالبي العمل كسروا حاجز 7000 شخص.
بعد مرور سنة عاد الوزير مجددا ولكن ألغى اجتماعا كان مقررا في المنطقة الحرة وزيارة بشكل لم يكشف عن ملابساته الحقيقية فيما لم يعرف مصير نقاشه مع أرباب المال الذين لم يظهروا منذ ذلك الحين.
وتكفي الأرقام الموجودة لدى الوكالة المحلية للتشغيل لكي تكشف حجم استفحال البطالة بشكل مخيف في شباب عاصمة لم تعرف أي اكتتاب ولم تفرض الدولة أي حصص على المؤسسات التي تعج بالعاملين فكيف وصلوا؟ وهل هو "الحظ" لكي يحصل الشخص على فرصة عمل؟
قطاع بحجم الصيد يضم أزيد من 120 مصنعا وعشرات الشركات والمؤسسات ومع ذلك تفتك البطالة بآلاف الشباب في نواذيبو دون أن يشعر المسؤولون بحجم مايقع ويفضلون منح الوعود الخاوية على عروشها لتزداد الجيوش العاطلة وتتضح الكذبة عاما بعد عام.
واقع لم يكشف عن حقيقته في أي محفل ، وتتوالى الزيارات تلو الزيارات للوزراء دون الكشف عن ملامح خطة حكومية لفرض فرص عمل ، والإعلان عن مشاريع ضخمة للتشغيل مثلا اكتتاب 10 ألاف إلى 20 ألف فرصة عمل في الصيد الذي بالكاد يشغل في نواذيبو المئات.
وتكفي نظرة بسيطة على أعداد من اصطفوا في طوابير أمام الإدارة الجهوية لأمن الطرق لكي تتكشف الحقيقة المرة التي يتجاهلها الجميع محاولا تبرير الأمر بأن المسابقة يشارك فيها شباب من خارج الولاية.
وبالرغم من أن المصانع التي كان يفترض أن تركز على التصنيع والتعليب لكي تخلف آلاف فرص العمل تم التركيزعلى الطحين لتكتفي معظم المصانع ببضع أشخاص إن كانوا بحاجة أصلا إليها.
واقع منذ عقود لم يتغير، ولم يتم التفكير في خلق بدائل حقيقة واكتفت وزارة الشباب بتوزيع الأمل والوعود على الشباب في انتظار اشراقة فجر يحرر ألاف العاطلين الذين اكتووا بنار البطالة واقترب بعضهم من التقاعد في البطالة وانهمك أخرون في اكراهات الحياة المتعددة.