شكل حجم مظاهرة المعلمين الغاضبين في الإدارة الجهوية للتهذيب من قبل منتسبي اتحادية العامة لعمال التعليم رسالة بالغة الدلالة على بعد أسبوع من امتحانات دخول الإعدادية.
بدا الحضور كثيفا وشرارة الغضب متزايدة في صفوف المعلمين بعيد حرمانهم من رفع علاوة الرقابة ومضاعفتها للعاملين في الحقل الثانوي مما ولد ردات فعل قوية في صفوف منتسبي النقابة الأكبر تمثيل في الولاية.
فيما كانت رسائل المنسق الجهوي الأكثر حدة ولغته التصعيدية رسالة أخرى على مسامع الإدارة الجهوية التي اخترقت الرسائل مسامعها بشكل قوي للنقابي الثائر بفعل ماسماه "اذلال وظلم وتهميش المعلم".
حرمان يبدو أن أثره النفسي كان كبيرا وظهر في حجم استعراض القوة وجماهير المعلمين المغاضبين والذين يبدو أن خطاب منسقهم تناغموا معه وأطلقوا الزغاريد فيما اعتبر نوعا من التماهي مع قائد القاطرة الثائر سيد باب صاليحي في مظاهرة الأربعاء.
حملت رسائل النقابي الكثير من التهديد في مقدمته استعدادهم بهذا الكم لتقديم استقالات جماعية فيما اعتبر نوعا من رفع سقف الطموحات في أحلك فترات العام الدراسي ، ومحاولة من أجل الضغط على الوزارة لتلبية المطلب الحقيقي المتمثل في رفع علاوة التعويض عن الرقابة بعد أن حصد أساتذة البكالويا 2500 جديدة دون مظاهرة وأساتذة الإعدادية 1800جديدة أيضا ليتوقف سقف التعويض للمعلمين عند 500 جديدة.
كسر النقابي حبل الود بينه والوزارة حين طالب بحلها نهائيا وانشاء ساحة خضراء في مكانها والمطالبة بتأسيس مجلس أعلى للتربية يرأسه رئيس الجمهورية مما يعني استحالة استجابة الوزارة له بعد قطع الأمل نهائيا.
لم يعرف مسار مظاهرة الأربعاء وماسيعقبه وهل مجرد "فقاعات" أم أن المشوار سيتواصل في العاصمة الاقتصادية وينفذ المعلمون ماوعد به نقيبهم هو بقاء كل الخيارات مفتوحة مما يدخل فرضية مقاطعة "كونكور" لأول مرة في تاريخهم في المدينة أم أن تحركا وحيدا للمفتشية سينهي الأحلام ويعيدهم إلى بيت الطاعة منحنين وتائبين من عرقلة شهادة وطنية مقابل العقاب للقادة؟