حاور "نواذيبو-أنفو" رئيس فرع نقابة الصحفيين الموريتانيين بداخلت نواذيبو سليمان محمود لله.
وتناول الحوار واقع الصحافة الجهوية وأبرز عوائقها وتقييم الحقل ورؤية النقابة لحل المشاكل.
نواذيبو أنفو: في البداية نود منكم اعطاء لمحة عن المشهد الإعلامي في مدينة نواذيبو؟ وكيف تقيمونه؟
رئيس فرع النقابة: أشكركم في "نواذيبو-أنفو" على السانحة وفي البداية أود أن أقول لكم أنه يوجد إعلام رسمي ومستقل في المدينة وبالنسبة لنا فإننا سنتحدث عن الإعلام المهني الجاد الذي ينشد الحقيقة ولسنا معنيين بغيره.
وفي الحقيقة المشهد الإعلامي في نواذيبو متنوع فهناك تواجد ملحوظ للإعلام الرسمي إضافة إلى مواقع إخبارية مستقلة على مستوى المدينة ونرى بأنها لعبت دورا محوريا في تنشيط المشهد واضافة نوع من التنافسية في الحقل.
وأرى أن مهنة الصحافة هي رسالة وصاحبها ينبغي أن تتوفر فيه شروط منها المعرفة بالمهنية والتقيد بأخلاقها وأن يكون سلوكه يعكس حجم رسالة ينتسب إليها أما الأدعياء والدخلاء فلن أتحدث عنهم.7
نواذيبو أنفو: ماأبرز العوائق التي تقف حجر عثرة في وجه الإعلام الجهوي؟ وهل من تصور حول ايجاد حل لها؟
رئيس فرع النقابة: من وجهة نظرنا فإن المعوقات كثيرة وفي مقدمتها ضرورة أن تسعى المقاولات الصحفية إلى جعل العاملين فيها في ظروف مقبولة بحيث تضمن لهم الحقوق الأساسية من عقود عمل وتأمين صحي ورواتب حتى يتسنى لهم العمل في ظروف مرضية وحديثي هنا يشمل المؤسسات العمومية والخصوصية.
وأعتقد أنه أيضا يجب فتح مصادر الأخبار أمام الصحافة المهنية من أجل تفادي التضليل وكبح جماح الشائعات والأخبار الزائفة.
كما أرى أنه يجب على الفاعلين الاقتصاديين أن يدعموا الإعلام المهني من أجل أن يتجه نحو المأسسة وأن تقوى المقاولات الصحفية لكي نصل إلى إعلام جاد ومسؤول وقادر على الصمود بدل الإندثار.
نواذيبو أنفو: هل ترون أن النقابة نجحت في نواذيبو في لم شمل الجسم الصحفي أم أنها تسببت في تفخيخه وتعميق الصراع بين أعضاءه؟
رئيس فرع النقابة: أولا لسنا حزبا سياسيا يبحث عن الجماهير وانما إطار جامع لكل من يرغب في الإنضمام ولسنا ملزمين بإرغام الصحفيين في الإنتساب، ومن لايعترف بالنقابة فليست معنية به وهنا أود أن تسمحوا لي بأن أتحدث عن ماقمنا به منذ انتخابي فقد عمد الفرع إلى ايجار مقر، وأثار مشاكل الصحافة وطرحها على السلطات الإدارية ، وقمنا بتخليد اليوم العالمي للشغيلة إضافة إلى الزيارة التي أداها رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان - وأنتم كنتم حاضرين- وتم سرد مجمل التحديات التي تواجهها الصحافة بمجمل أنواعها في المدينة.
وقمنا أيضا بإجراء تكوين للصحفيين بالتعاون مع المنظمة العالمية للهجرة إضافة إلى مؤازرة الصحفيين كلما حدثت مشكلة ، ونعمل بشكل دائم لكن عملنا ليس بالضرورة في أن يظهر في الإعلام.
وأنا لم أدخر جهدا في سبيل تقريب وجهات النظر وجمع أكبر كم من الصحافة تحت مظلة النقابة التي هي فضاء لكل العاملين في الحقل الصحفي من المؤمنين بالعمل الإعلامي.
نواذيبو أنفو: غياب الدعم الحكومي ورفض المؤسسات مجرد التعاطي مع الإعلام المستقل ألايعد الضربة القاضية له؟
رئيس فرع النقابة: في هذا المنحنى أذكركم بأن صندوق دعم الصحافة خصصته الدولة لدعم المؤسسات الصحفية إضافة إلى المؤسسات الاقتصادية.
نواذيبو أنفو: دعم صندوق الصحافة يتم تبديده والفاعلون الاقتصاديون والمؤسسات لايدعمون الإعلام
رئيس فرع النقابة: أطالب الفاعلين الاقتصاديين بأن يدعموا دون قيد أوشرط الإعلام المهني وأن يؤسسوا لعلاقات طيبة معه فهو أحد ركائز التنمية في الولاية الاقتصادية.
نواذيبو أنفو: ماطبيعة العلاقة بين الإعلام والمنتخبين في الولاية؟ علاقة صدام أم اتفاق؟
رئيس الفرع : أقول لكم أن وسائل الإعلام تختلف وأنا يهمني فقط الإعلام المهني أما الأدعياء والدخلاء فلا أقبل ادراجهم تحت مظلة الإعلام ، وأرى أن الإعلام المهني لاتوجد له أي مشكلة مع أحد فهو يبحث عن المعلومة الصحيحة وأنى وجدها أخذها وبحكم عمله لابد له من شبكة علاقات واسعة.
نواذيبو أنفو: العمل الإعلامي يتطلب مستوى من توفر المعلومة وفتح مصادر الخبر وانفتاح أكبر للسلطة هل هذا موجود في نواذيبو؟
رئيس فرع النقابة : أعتقد أنه ليس كل قضية يمكن البحث عنها ونشر تفاصيلها فيجب على الصحفي أن يستوعب أن مامن شأنه أن يخلق البلابل ويثير المشاكل فالأولى تركه.
نواذيبو أنفو: كيف ؟ أليس الجمهور من حقه الإطلاع على تفاصيل أي حادثة أم أن هذا "فرض وصاية" على الإعلام؟
رئيس فرع النقابة: ليس فرض وصاية على أي أحد ولكن الجمهور متعطش للمعلومة التي تهمه أكثر في اتخاذ قراراته وشؤون حياته وثمت أشياء وتفاصيل تتعلق بالأشخاص فلا أرى أن نشرها يكتسي أهمية فمثلا نشر مامن شأنه المساس بالوحدة الوطنية أمر محظور وثمة أشياء خطوط حمراء.
نواذيبو أنفو: هل من رسالة أخيرة؟
رئيس الفرع: رسالتي إلى الصحفيين هي أن يتمسكوا بالمهنية وأن يتحلوا بالنزاهة وأن يبحثوا عن المصداقية فالمهنة ليست للتكسب وجني المال لا أبدا هذه المهنة رسالة شريفة وصاحبها الناجح سيكون محل تقدير وإشادة من قبل الجميع.
أما رسالتي الثانية فهي إلى الفاعلين الاقتصاديين هي أن يدعموا دون قيد أو شرط الإعلام المهني أما الدخلاء والأدعياء فيجب تطهير الحقل منهم.
نواذيبو أنفو : شكرا جزيلا لكم