بعد الإحتجاجات التي نظمها وكلاء ثانويات الإمتياز بنواكشوط وإثر النتائج الباهرة التي حققتها في امتحانات ختم الدروس الإعدادية بتربعها بشكل منفرد على صدارة المئة الأوائل في موريتانيا ووصول نسبة نجاح مؤسساتها أزيد من 99% هاهي الوزارة أخيرا تقطع الشك باليقين وتصدر بيان المسابقة بعد ساعتين فقط من إعلان النتائج فهل هو عنوان صراع لوبيات في الوزارة على فكرة الإمتياز واستطاع أحدهما هزيمة الأخر؟
خطوة قرأ فيها البعض تدخل من الجهات العليا في الدولة وحسم قرار استمرار ثانويات الإمتياز بعد أسابيع الإشاعات والإرتباك الحاصل في الوزارة بعد أن بات الجميع موقنا أن الفكرة باتت في خبر كان وغطت الوزارة على الأمر.
لكن كثيرين يرون أن فكرة الإمتياز وإن كانت عليها بعض المأخذ إلا أنها عمليا أثبتت عن طريق أكبر المسابقات وأهمها أنها ناجعة وأن تجربتها تستحق الإشادة مع تصحيح بعض الإختلالات الحاصلة فيها من تكديس الأساتذة في ظل عدم وجودهم لدى مؤسسات تعليم أخرى وتوفير التعليم بخدمة نوعية لأقلية على حساب عشرات الالاف من التلاميذ.
يقول المدافعون عن الإمتياز إنها ساهمت في خلق بيئة تعليم تميزها الجدية وتقوم على أساس النوع واختيار النوابغ وهو مابرهنت عليه في السنوات الماضية وتبوأ تلاميذها دوما للصدارة واكتساحهم لأهم المسابقات في التعليم وهي ميزة تحسب لها بحكم جودة التعليم فيها وامتلاكها لخيرة الأساتذة أصحاب الخبرة والتجربة.
لكن آخرين يرون في التجربة نوعا من تبديد الوسائل واختزال العملية التعليمية في أقلية قليلة وحرمان المؤسسات من الطواقم وإشاعة ثقافة العقد في أوساط التلاميذ وتتناقض تماما مع المدرسة الجمهورية.
ويستدل المناوئون للتجربة أنه ينبغي إصلاح التعليم وجعل كل مؤسسات امتياز وليست بضع مؤسسات توجد بها نسب ضئيلة من التلاميذ في بعض الأحايين يكون عدد أساتذة الفصل أكثر من تلاميذه في مفارقة غريبة في الوقت الذي تعاني الاف التلاميذ من نقص حاد في المدرسين وهشاشة في البنى التربوية فأي منطق هذا؟