ولد هبي...قصة الطالب العلمي الذي تربع على عرش شعبة الآداب العصرية بموريتانيا

جمعة, 06/11/2020 - 15:30

 

"درست الخامس علمي في ثانوية "وادان" التاريخية بالرغم من أن ميولي أدبية صرفة غير أن التوجيه من الإعدادية كان إلى الشعبة العلمية ودرست سنة كاملة بها ثم انتقلت لاحقا إلى ثانوية بولنوار وبها انتقلت إلى السنة السادس أدبية وبعدها نجحت إلى السنة السابعة أدبية أحرزت الرتبة الأولى وطنيا لله الحمد".

 

بهذه العبارات يروي صاحب الرتبة الأولى في باكلوريا الآداب العصرية قصة نجاحه في تحقيق انجاز لمدينة نواذيبو وموريتانيا عموما بتربعه على عرش الشعبة بموريتانيا والتي شارك فيها أزيد من 3000 تلميذ.

 

مصاعب وعقبات...

 

يقول الطالب محمد ولد هبي إنه ينتمي لأسرة فقيرة وشاءت الأقدار أن ينفصل والده عن والدته التي تقطن في "أزويرات" لكنه في نواذيبو يقطن عند خاله الذي يعمل عاملا في شركة "هوندونغ".

 

في بداية السنة الدراسية لم تسعف الوسائل الطالب صاحب الرتبة الأولى في الحصول على مجرد تكاليف النقل نحو الثانوية فهو يقطن خلف المستشفى الجهوي ويتطلب التنقل إلى الثانوية رقم 2 تكاليف يومية هو عاجز عن توفيرها فيمم وجهه مع افتتاح السنة الدراسية صوب الثانوية 3,

 

لكن البداية كانت صعبة حيث طرده مدير الثانوية 3 في لحظة غضب دخل عليه باحثا عن مجرد وصل الإنتقال فامتثل لأوامر المدير ، وظل يرابط عند بوابته ويراقب كل داخل وخارج حتى أنهى المدير كل عمله فخرج فإذا هو بالباب فسأله : ماذا تريد؟ فقال أريد وصل قبول لكي أتحول إلى قسم البكالوريا الأدبية فرد المدير في ذهول :أنت تلعك؟ تم في ثانوية فيها كل الأساتذة فتنتقل إلى أخرى وأخيرا قبله ومنحه وصلا.

 

يرى الطالب أن سبب انتقاله إلى الثانوية 3 هو عجزه عن امتلاك تكاليف النقل فيمكنه على الأقل أن ينتقل على قدميه على الاقل يوميا لكي يحضر الحصص فهو يحضر لسنة نهائية.

 

ومع الظروف بالغة الصعوبة وانفصال أبويه وإقامته عند خاله ازداد حلمه وكبر في أن يحصل على البكالوريا لكي يحقق مستقبله فالأمور بالغة التعقيد ولاوسائل مادية لديه غير الجد والمثابرة.

 

تأخر أهم مادة في الشعبة...

 

يقول الطالب إن الثانوية رقم 3 تزامن انتقاله إليها مع فتح أول قسم للشعبة وهناك نقص في أساتذة الفلسفة والرياضيات والتربية الإسلامية.

 

وبالرغم من أن القسم نهائي في الشعبة فلم يحضر إليه أستاذ الفلسفة إلا متأخرا بعد تدخل من المدير فكان الأستاذ المتميز للفلسفة أحمد الطالب والذي كانت حصصه مسائية.

 

واصل الطالب مشوار التحصيل الدراسي بعيد اكتمال كافة الأساتذة بعد نهاية الفصل الأول وكانت خطته هي التركيز على كل المواد سواء الرئيسية منها والثانوية واستخدام الحفظ للإتقان.

 

واعتبر الطالب أنه لم يدرس أي ساعة إضافية قط في السنة الدراسية على الإطلاق بحكم عجزه ،مشيرا إلى أن أحد أساتذته زارهم في المنزل ذات مرة بالصدفة وأخبره بتقديم ساعات إضافية غير أن ضعفه المادي حال دون تلبية رغبة أستاذه حسب قوله.

 

منطق أعرج...

 

وتساءل الطالب مخاطبا وزير التهذيب:سيادة الوزير ألا أستحق أن أكرم؟أم أن المنطق السائد في الوزارة أعرج؟فكيف يجد صاحب الرتبة الثانية منحة وتكريما من الوزارة ولا أجد من يسأل عني؟

 

 

 

 

French English

إعلانات

إعلانات