طرحت زيارة وزير الصحة العديد من إشارات الإستفهام ، وكانت الأولى في شكلها من حيث الإجراءات الأمنية وإرهاق السلطات المحلية بتأمين الرجل الذي يعتلي هرم الصحة بموريتانيا.
كان يفترض وفق معطيات أن يشرح الوزير طبيعة وأهداف زياراته أو يتعرف الإعلاميون على الأقل على مغزاها لكن طبيعة وشكل أول اجتماع أثار الهلع بحكم حجم التعزيزات الأمنية فبات يخيل للبعض أن الرئيس وصل إلى المدينة.
ورغم أن الوزير اصطحب معه طاقمه بمن فيهم مسؤول الإتصال إلا أن فحوى الزيارة ظل غير معروف وسط تكهنات في الشارع وفي أوساط مطلعة عن أن الوزير جاء لتصفية طب كوبا وتوديع طاقمه.
لم يكلف الوزير ولاطاقمه مجرد الإدلاء بشطر كلمة عن الزيارة وأهدافها وطبيعتها للرأي العام ، واكتفى مسؤول الإتصال بإيفاد ايجاز قصير أثار أكثر من الأسئلة مما أجاب واكتفى بالقول إن الهدف من الزيارة هو الإستماع لرأي منتخبي الساكنة والإطلاع على الخدمات الصحية دون أن يتطرق ولو بشطر كلمة عن طب كوبا أو أزمته.
وهنا يطرح المواطن العادي :كيف يمكن لوزير أن يزور مدينة لساعات ويغادر دون توضيح ولماذا التمادي في افتعال الأزمات وتجاهل حق الجمهور في المعلومة الصحيحة؟ وهل هذا مقصود من الوزير؟
ألم يكن حريا بالوزير أن يعقد مؤتمرا صحفيا أو يدلي بتصريح يشرح فيه طبيعة طب كوبا وماذا قرروا بشأنه لإطلاع سكان نواذيبو على ماحدث أم أن الأمر بالنسبة لايصل إلى هذه الأهمية؟
وفي الوقت الذي أطلق الوزير في فبراير 2020 وعودا براقة بتحسين واقع القطاع هاهو يصل بعد سنة على ايقاع اجراءات أمنية غير مسبوقة ويغادر دون أبسط معلومة فهل بالفعل ستكون هي الزيارة الأخيرة له كوزير للصحة؟
ألم يخرق وزير الصحة ماورد في تصريح وزير الثقافة في المؤتمر الأسبوعي الأخير من ضرورة تلقي الصحفيين للمعلومة ومن مصادرها الموثوقة؟ أليس فعل الوزير وطاقمه ضربا عرض الحائط بتوجهات الحكومة؟