سيد أحمد عبيد اسم يتردد كثيرا على مسامع آلاف الصيادين التقليديين على مدى العقود الأربعة الماضية حيث ظل الرجل حاضرا في مجمل تفاصيل أحداث القطاع وشاهدا عليها.
يوصف ولد عبيد ب"سفير الصيادين" المؤتمن والذي يقولون إنه واكبهم وكان الناصح والمستشار الأمين في كل خطوة يريد الصيادون القيام بها فكلامه حاسم في صفوفهم وكلما ادلهمت الخطوب كان الرجل حاضرا.
كان ولد عبيد من أوائل رجالات الصيد التقليدي في العاصمة الاقتصادية نواذيبو ويومها كانت الزوارق تعد على رؤوس الأصابع وكان حينها هو من ضمن القلائل الذين التحقوا بالقطاع مطلع سبعنيات القرن الماضي.
واكب ولد عبيد بواكير نشأة الصيد التقليدي، وظل وفيا للقطاع يخدم فيه ويساند الصيادين التقليديين في بدايات نشأة القطاع ومرتاديه في تلك الفترة قليلون جدا قبل أن يعرف طفرة غير مسبوقة منذ عقدين من الزمن.
عراب فكرة الميناء
يقول العارفون برجل الصيد إنه عراب فكرة إنشاء ميناء الصيد التقليدي في أواسط تسعينيات القرن الماضي وبالتحديد 1996 .
الميناء الذي يعتبر الوجهة المفضلة للآلاف من الصيادين التقليديين كان له الدور الأبرز في جمع شمل العاملين في القطاع ، وظل ينمو ويكبر حتى بات اليوم أحد أهم المرافق المينائية ويرتاده قرابة 50 ألف شخص.
يشغل ولد عبيد عضوية مجلس إدارة ميناء الصيد التقليدي وهو الذي واكبه حتى قبل أن يتم انشاؤه من قبل الحكومة.
سفير الصيادين...
ماإن تتوتر أوضاع الصيادين التقليديين أو يواجهوا أي صعوبة حتى يكون ولد عبيد في المقدمة سواء في لقاء السلطات أو الوزارة لنقاش جملة القضايا التي تشغل الصيادين التقليديين أو تؤرقهم.
يثق آلاف الصيادين في الرجل ويعتبرون قراره حاسما ومايصدر عنه لا معقب له وهو السبب في استمرار التجديد له دوما على رئاسة القسم ولم يستطع أي مقارعته في أي انتخابات يجريها الصيادون.
يميل الرجل دوما إلى الصمت ولايحبذ الظهور في الإعلام مع استثنااءات قليلة يعبر فيها عن مايعانيه الصيادون التقليديون.
قرار تاريخي...
يستذكر الصيادون في مسارهم مع الرجل قرار الحكومة 2013 تأميم الإخطبوط وجعله حكرا على الموريتانيين وهي تظاهرة ظل الصيادون يخلدونها سنويا قبل 2020 التي توقفت بسبب كورونا.
كان ولد عبيد رفقة الصيادين في المقدمة في تثمين القرار والمطالبة بتحويله إلى قانون بغية حمايته والمحافظة عليه واعتباره أحد المكاسب التي تحققت للصيادين في العقود الأخيرة.
القرار الذي ظل يومه يوم احتفال عند الصيادين يلتئم فيه شملهم ويلقون خطابات فيما يبدو أنها توقفت.
مكسب 15 يوما
"15 يوما" يعتبر الصيادون أنها من أكبر المكاسب التي تحققت لهم في فترة الرئيس الراحل أعل محمد فال ويصفونها ب"المكسب".
الفترة التي ظل الرهان عليها من قبل الصيادين وكل محبي الفترة لكن ولد عبيد ظل دوما في مقدمة الصيادين المدافعين عن المكسب وهو ماتجسد في الاحتجاجات قبل شهور.
ويظل رئيس قسم الصيد التقليدي الحالي أحد مؤسسي القطاع ورجالاته الذين خدموا فيه وقدموا مافي وسعهم ، وانتزعوا السمعة الحسنة والشهرة في القطاع الهام.