شهادة في حق العالم الراحل محمد محمود الجودة /محمد الأمين

جمعة, 16/04/2021 - 18:25

#المؤمنون  شهداء  الله فى أرضه "".
يؤ سفني   الآن  أنى   لست  بين   أهالى الشهيد محمد محمود ولد الجودة   وطلابه  ومحبيه ،،،لكن  حسبي  الآن  ومن  واجبي أن  أدلي   بشهادات    أعرف  تمام  المعرفة  أن الجل على علم بها  واطلاع   إما بالملاحظة أو السماع ،،،،
 فالشهادة  حق  من حقوق  المؤمن  ومن شهد  له  جمع  بالخير وجبت له الجنة ،،،وهذا  من خصائص  أمة  محمد صلى الله عليه  وسلم ،،،فقد  قبل  منها  القول  والشهادة  
  
#الولد  كسب  أبيه   
حدثتني  الوالدة  قبل  سنين  عديدة   أطال الله بقاءها ،، وكنا  نتدارس  فصلا  من فصول الفقه ،، أنها ذات  يوم عرض لها  استشكال  فى كيفية  حساب  أيام  الطهر  الخمسة عشر يوما    هل تنتهى  عند غروب شمس  آخر يوم،، أم تنتهي  نظير الساعة التى  طهرت  فيها ؟
وأنها بادرت إلى والد  الشهيد  "اسلمو  ولد الجوده"  مد الله فى عمرهما ،،،وطرحت عليه  الإ ستشكال ،،،وكان  الفقيد  بصحبته ساعتها  لما يبلغ  العشرين  بعد ،،،إلا أنه  بادر   إلى كتاب مواهب الجليل  وأبان لها الأمر،،، وأنه  اطلع  عليه  سابقا !!
 فما كان  من الوالد  "اسلمو" إلا أن ضحك  وقال  مداعبا  لولده  :  ( شفت  يولي  عن حد بوه  خلالو  الشيخ خليل  ماعز  عنو  شى).....
   
#النشوء  فى طلب العلم 
روي  عنه   صلى الله عليه  وسلم  أنه قال  :
أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة؛ حتى يكبر ؛ أعطاه الله  يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقا....
الرغبة  فى طلب العلم  نعمة   كبيرة   وهبة  من الله سبحانه  و تعالى  وطلبه  طبع  وتوفيق  ...
أتذكر  جيدا  الطريق  الذي كان يسلكه  كل يوم  إلى الفقيه  محمد  عبد الرحمن ولد عابدين ،،، ولم أكن  ساعتها أعرفه  غير  أن  ذلك  كان  ملهما  بالنسبة  لى ،،،حيث  كنت أتساءل   وأقول  فى نفسى  أيعقل  أن لا يكون له اهتمام  فى الحياة غير هذا  مما  يشغل الشباب  آنذاك  تبارك الله !!
 
#الدعوة  إلى الله ..

قليل  من طلاب  المحاظر   من  جمع  بين  التحصيل  وقراءة  النصوص وبين  الدعوة  والتنوير   والتثقيف  
بالكاد  تسأله   عن كتاب  من كتب الفكر   إلا وقد قرأه  وحفظ  منه  خلاصات   مفيدة  
وقد  تجلى ذلك   فى خطبه   المبكرة جدا  على المنابر  وفى الساحات   والندوات   .
أذكر  مرة  وأنا  فى محظرة  النباغبة   هرع  إلي  شاب  مغربي   من طلاب  العلم  المتميزين ،،،  وجعل يفيض  حسنا  على الفقيد ،،،ويثنى  على  فصاحته  وطريقة  سرده   وتواضعه ،،، 
وليس هو وحده ،،  بل  أثنى  عليه العلامة   شيخنا  الشيخ اباه   أطال الله بقاءه  حين استمع  من بعيد لمداخلته   بين الأساتذ ة   وعلق  قائلا  :  ( مافم ماشاء الله مداخلة كيفت مداخلت  محمد  محمود  ولد الجوده )..

#مباركا أينما كنت
كان رحمه  الله  مدرسة  أنيقة  ضمت  واحتوت   بل وانتشلت  الكثير من الشباب فى انواذيب   سيما  الشابات   اللواتى   كان لهن  ولا يزال الدور الأساسي  فى التوعية  والدعوة   والعلم   والمثابرة   والتميز  ..
الأمر  الذى  جعل  للدعوة  مسارا  فريدا ،،،فكانت  تعنى   طلب  العلم    وكان  الإلتزام  معناه أن  تطلب العلم   .......
أذكر أنه  زارني  فى النباغية   وأشاد  على طلبى  للعلم  إلا أنه أردف  قائلا   عزيزى  تنتظرك  المنابر    وجعل  يحثنى  على  ذلك  وأن  الأمر  ضروري  رحمه  الله ....
  
#الوجه  الطليق  

أيامى   معه  تكاد  تعد على رؤوس  الأصابع  ،،،إلا أنه وفى  كل  واحدة  منها  يزداد   حجم  الشهيد  فى قلبى ،،، تزداد  ثراء ،، لما يفضيه  عليك  من البشاشة  والأخلاق  والنصح   كان هذا  ديددنه  مع الجميع ،،،لا تراه شاكيا  ولا معاتبا ،، ولا متنقدا ،،،يوافقك  فى  الكثير  ويخالفك  فى القليل  ويضمر  ذلك فى نسفه   حبا للإجتماع  وبغضا فى الفرقة.
.
#بعض أحلامه ..
.
أذكر  مرة   أنى طرحت  عليه سؤالا من قبيل  هل تحب أن يكون  لك   برنا مج  على قناة الرسالة ،،، ساعتها  كانت الرسالة  تحتل   المشهد   ؟
 فقال  لى  لا أسعى  لذلك ولا أتمناه ،،كان عليك أن تقول   قناة  المجد  العلمية  بدل الرسالة  !!!
 حينها أدركت أن مشروع  الفقيد   علمي  تراثى أكثر  منه  وعظي كلامي !!
كان دائما يسعى إلى  التجديد   ونفض الغبار عن ماعلق حديثا ببعض التراث ،،،،، وكانت قضية  الشباب  والمرأة  خصوصا  تحتل  جل اهتمامه...
 ولما حقق  الله له  الرجاء ،،، وانتدب  عضوا  فى الإتحاد العالمى  لعلماء المسلمين  وعاد  إلى  الوطن
  قابلته  وكنا  نناقش  إنشاء   مركز  علمي ،،  فقالى لي لو أتاح  الله   هذا   لفضلته  على العيش خارج البلاد  بغية  صحبة الوالدين   ...

#آخر لقاء به  
جاء عن طريق  الصدفة ،،،وكنت  فى السوق  أبحث  عن قميص ،،،ولما أشتريته ،،،عثرت  عليه  بصحبة  الأستاذ  محمد محمود  ولد احمذي   عانقنى   كعادته   و قدمت  إليه   القميص   فقال ماهذا  ؟
 قلت  : هدية
 فتدخل ولد احمذي و قال  له : ( راهو لك بعد تعبو  ذ التركي  من الصبح  يبحث  عنو  )...
لم يلتفت  لذلك   ولم  يشأ   أن يرفض  العطاء تكرما منه   رغم غناه  وكانت  قسمات وجهه   تحدثك  فتقول عنه :   أجد  نفسى  مرغما  على  تقبل  الهدية   من عزيزى   
أعزه  الله   ورفع  قدره  فى علييين  وبين الشهداء والصديقين......

 #رحيله عظة

قد  وعظنا فى حياته  ووعظنا  برحيله ،،،رحل دون  أن يودعنا  ليلتحق  بالخير الذى  قدمه ،،، والدرجات النبيلة  التى سعى  إليها طيلة حياته ...
ندرك جميعا أن  الموت قدر   كتب على الإنسان ،، وأن تاريخ  انتهاء صلاحيته  مجهول  متوقع  فى أية  لحظة ،،،إلا أن المؤلم   فى الأمر  ليس رحيل الصالحين  والعلماء  بقدر ماهو  الفراغ  الدعوي  الذى خلفوه   فمن ياترى  يسد  الفراغ    ؟
ولعمرى  تلك  هي الرزية  فى فقد  الأفذاذ  والعلماء  
 .....اللهم أحسن  خاتمتنا  وتقبله  شهيدا  بين الشهداء

كتبه محمد الامين
صديق المرحوم

French English

إعلانات

إعلانات