*و شهد شاهد من أهل التعليم*
كلمة في حق النائب والعمدة القاسم ولد بلالي
لم أكن من الذين يحبون التمظهر بمدح شخص أو ذم آخر، بل كنت عبر مسيرتي المهنية بعيدا كل البعد عن التجاذبات السياسية مكتفيا بأداء واجبي كأبٍ ومربٍّ لأجيال من أبناء مدينة أنواذيبو و إعدادها خدمة مني في بناء وطني الحبيب، و هكذا خدمت في هذه المدينة لأكثر من ثلاثين سنة في قطاع التعليم مابين معلم ومدير مدرسة، وكنت طيلة هذه الفترة شاهدا على إسهامات وانجازات في القطاع الذي خدمت فيه خلدتها بصمات أحد أهم من ولوا أمر هذه المدينة كعمدة لها ونائب.. و سأسرد لكم بعضها كشهادة للتاريخ في حق هذا الرجل العظيم
إنه العمدة والنائب القاسم ولد بلالي، ذلك الرجل العصامي الذي يبذل كل ما في وسعه من أجل تنمية المدينة والارتقاء بها إلى صفوف المدن العالمية الكبيرة.
تولى القاسم ولد بلالي مهامه كعمدة لبلدية نواذيبو لفترة قصيرة 1996 1998 و لكنها كانت مليئة بالإنجازات ..حيث عمل خلال مأموريته على إظهار المدينة بالوجه اللائق حيث كانت في تلك الفترة من أنظف المدن الداخلية و حتى العاصمة أنواكشوط نفسها.. كما ساهم في بناء وترميم وتجهيز المؤسسات التعليمية و المراكز الصحية التي مازالت تعمل حتى اليوم في المدينة.
ولا زلت أتذكر يوم زارني في تلك الفترة في قسم مكتظ من التلاميذ الذين يجلسون على البلاط المقعر تنهش أجسادهم الصغيرة أسراب البراغيث المعروف محليا ب"فت"، حيث آلمه المنظر و قال لي : اطمئن سيتغير الوضع، و فعلا ماهي إلا أسابيع حتى رممت المدرسة كلها و جهزت بالطاولات التي مازالت صامدة حتى اليوم، و كذلك تم توزيع الكثير و الكثير من الأدوات المدرسية للمعلمين و التلاميذ، مما جعل آباء التلاميذ ذوي الدخل المحدود في غنى عن شراء هذه الأدوات.
ولعل مثل هذه البصمات و غيرها من التي تركها القاسم ولد بلالي هي ماجعلت الناخب يضع فيه ثقته فيه مرة أخرى ليفوز فوزا كاسحا بمقعدي عمدة ونائب عن المدينة في الانتخابات النيابية والبلدية لسنة 2018.
في مأموريته الجديدة لم يكن القاسم ناكرا للجميل ولم يخيب ظن المواطن فيه فقد لعب دوره المنوط به كاملا وبدأ من حيث انتهى في ترميم وبناء المنشآت الحيوية كالمدارس و المستوصفات في المدينة وكان صوته صادحا بالحق في قبة البرلمان مدافعا شرسا عن مصالح الشعب وعن فئة المظلومين والضعفاء.
لقد كان للعمدة والنائب القاسم ولد بلالي عدة امتيازات فاز بها على بعض أقرانه ولعل من أهم تلك الامتيازات وقوفه الي جانب الضعفاء والمساكين والمعوزين من سكان هذه المدينة حيث ساعد في تخفيف البطالة عن بعض هذه الفئات بخلق ظروف عمل ملائمة لهم كاكتتاب حراس لجميع المدارس،
كما لعبت بلدية نواذيبو في عهده دورا أساسيا في مكافحة وباء كورونا وتداعياته على ساكنة المدينة حيث قامت البلدية بتوجيهات مباشرة من عمدتها القاسم ولد بلالي بإجراء عدة تقسيمات لمعونات غذائية للأسر الاكثر احتياجا وواكب هو بنفسه حملات توعية للمواطنين.
ولن يفوتني هنا قبل أن أنهي هذه الشهادة إلا أن أعرج على جانب آخر من جوانب مضيئة تميز بها هذا الرجل وهو القاسم الانساني:
لقد كنت شاهدا على خصال حميدة للنائب والعمدة القاسم ولد بلالي ولعل ابرزها وقوفه معي و مؤازرته لي بعد أن سمع بخبر مرضي الذي أوشك أن يقعدني عن العمل "شلل نصفي" ولن أنسى له ماحيت تلك الوقفة الإنسانية التي خصني بها وتلك اللفتة الكريمة منه والتي بعثت في روح الأمل وجعلتني أشعر بتحسن كبير في صحتي بل أحسست بأنني أكثر اندفاعا وحيوية منذي قبل، فله جزيل مني الشكر و عظيم الامتنان، و أسأل الله العلي القدير أن يوفقه للمزيد من الإنجازات و يحفظه لساكنة هذه المدينة بل و للوطن كله فنحن بحاجةحقا لمثله من الأبناء المخلصين و البررة.
بقلم : عبد الفتاح ولد محام
معلم ومدير مدرسة