كشفت مصادر واسعة الاطلاع ل"نواذيبو -انفو" عن مسار أكبر عملية انقاذ في مجهر "اصبييرات" أثر سقوطه على منقبين في المنطقة الفاصلة بين الشامي و بولنوار.
وتحدث المصدر- الذي واكب الحادثة منذ البداية إلى النهاية -ضمن أطول عملية في تاريخ نواذيبو وأثارت اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام والرأي العام والنخب والمواطنين فقد أظهرت مستوى تحمل السلطات لمسؤولياتها
خلايا مواكبة ...
ووفق المصدر فإن السلطات الإدارية شكلت 3 خلايا الأولى خلية تقنية ضمت شركة تازيازت ومعادن موريتانيا وجلب لولي عبد الفتاح اليتين لتعزيز الحهود ، وتعكف على الخفر ، وتقدم معلومات كل ساعتين فيما ان الخلية الثانية قادمة من مركز بولنوار كمدد وتضم ضابط من الدرك مسؤول عن منح التسخرة إضافة إلى العمدة وتواكب عملية الحفر.
وحسب المصدر فإن الخلية الثالثة تضم والي داخلت نواذيبو وحاكم المقاطعة وقادة الدرك ومدير الأمن الجهوي بداخلت نواذيبو وهي على اتصال مباشر بالعاصمة نواكشوط وتزوده بكل المستجدات أولا بأول بخصوص عملية الإنقاذ الأضخم والتي استمرت أسبوعا كاملا رابطت فيه السلطات و واكبت العملية وواصلت الليل بالنهار دون كلل.
مسار شاق ..
ووفق المصدر فإن فرق الحفر بدأوا بمعلومات مغلوطة مفادها بأن الضحايا قريبين في المجهر وهو سبب التأخر لعملية الحفر في اليوم الاول غير أنهم بعد تقييم شامل بدأوا بعملية الحفر الحقيقية مشيرا إلى أن طول المجهر 40 مترا وعمقه 20 مترا وهو ما أخذ يومين من العمل الشاق ، منبها إلى أنه في يوم 13 فبراير عند متتصف الليل عثروا على أول جثة وبعدها بساعة الجثة الثانية وبعدها الجثة الثالثة.
وأشار المصدر إلى أنه في فجر يوم الاثنين عثروا على الناجي الوحيد في المجهر حمود عبد الكريم ، وخاطبه أحد فريق الحفر :ذاك أحمد ؟ فأجابه :نعم فطلب إنقاذه وبدأوا بتكسير الحجارة الموجودة عليه برفق ،فيما رأوا أن أجزاء من جسمه غطتها التربة ، وبعد عمل فني احترافي أخرجوه من المجهر وباشروا في تقديم الإسعافات الأولية له بحضور السلطات الإدارية التي ظلت ترافقهم.
واعتبر المصدر أنهم أخرجوا المنقب الناجي الوحيد وبعد التأكد من سلامته تم نقله على جناح السرعة إلى العاصمة نواكشوط عبر سيارة إسعاف لشركة معادن موريتانيا ثم عادوا لاستكمال عملية الحفر ل انتشال الضحايا المتبقين وكان آخر عمل لهم يوم 18 فبراير حيث أسدل الستار على عملية الإنقاذ بشكل نهائي.
جهود استثنائية ...
وكشف المصدر إلى ان السلطات الإدارية كان لها حضور قوي جدا في مواكبة عملية الإنقاذ ، مشيرا إلى أنها اتخذت قرار بمنع التصوير وحتى الاتصال لأعضاء فرق الحفر وبقاء الملف برمته تحت إدارة السلطات فهي المخولة وحدها بإعطاء المعلومات دون غيرها وتوجد رقابة صارمة بهذا الخصوص ضمن هذه العملية النوعية وغير المسبوقة في تاريخ نواذيبو منذ عقود من الزمن.
وقال المصدر أنه منذ الدقائق الأولى للحادثة كان إصرار السلطات قويا ، نافيا اشاعات كانت تقول بأنهم أمروا بردم المجهر معتبرا انها مجرد اشاعات مشيرا إلى ان السلطات ظلت تسأل المهندسين عن طبيعية اي خطر ممكن للحفاظ على سلامة الفرق التي تم تشكيلها من قيل الوالي منذ لحظات وصوله إلى منطقة اصبيرات.